وداعا.. سمراء النيل

رحلت عن عالمنا سمراء النيل الفنانة الكبيرة مديحة يسرى لينذوى أريج زهرة من زهور زمن الفن الجميل.. رحلت إحدى هوانم السينما المصرية التى قدست الفن وأضافت صفحة راقية لن تمحوها الأيام.. ولن يقودها الزمن أبدا إلى طى النسيان.
مديحة يسرى تلك الفتاة الجميلة التى يطل من عينيها سحر الشرق.. التى قدمها للسينما المخرج الكبير محمد كريم فى أدوار صغيرة مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فى فيلمى ممنوع الحب.. ورصاصة فى القلب.. لتنطلق بعدها وتقدم أدوار البطولة فى عدد كبير من الأفلام السينمائية.
استطاعت مديحة يسرى أن تحتل مكانة فنية كبيرة وسط عدد من الفنانات الكبيرات حينذاك مثل فاتن حمامة وماجدة الصباحى.
قدمت خلال مشوارها الفنى نحو 90 فيلما مثل الأفوكاتو مديحة.. تحيا الستات..المصرى أفندى.. أقوى من الحب وغيرها من الأفلام.. كما قدمت مجموعة من الأعمال التى تنتمى إلى كلاسيكيات السينما المصرية مثل إنى راحلة.. أرض الأحلام.. معجزة السماء.. لحن الخلود.. الخطايا وغيرها من الكلاسيكيات.
وقدمت دويتو رائع مع الفنان الكبير محمد فوزى من خلال أفلام فاطمة ومريكا وراشيل.. بنات حواء وغيرهما من الأفلام الغنائية الاستعراضية.
وعلى شاشة التليفزيون أمتعتنا بأدوارها المتنوعة فى مسلسل هوانم جاردن سيتى..الإنسان والمجهول.. رحمة وغيرها من المسلسلات.
وقد أبهرت مديحة يسرى العالم بجمالها الشرقى.. حتى أن مجلة التايم الأمريكية اختارتها ضمن أكثر 10 نساء جمالا على مستوى العالم فى الأربعينيات.. أحبها أكبر الأدباء والشعراء والفنانين.. فقد عشقها عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد.. وقيل إنه استوحى رواية سارة من قصته معها.
كما أحبها الشاعر عبدالمنعم السباعى وقيل إنه كتب فيها قصيدة أروح لمين التى غنتها أم كلثوم.
وقد عانت مديحة يسرى من مرارة وقسوة الفقد بعد رحيل ابنها الوحيد فى عمر السادسة والعشرين.
مشوار فنى ورحلة حياة عاشتها مديحة يسرى مابين أضواء الشهرة وأفولها..بين حلاوة الحياة وقسوة الزمن.. ولكنها ظلت دائما على عهدها نجمة عالية يغلفها الكبرياء ويصاحبها الرقى.. لن نقول وداعا سمراء النيل فسوف تبقى مديحة يسرى تداعب مخيلتنا كإحدى نجمات السينما اللاتى حققن شهرة فى زمن الفن الجميل.. وإحدى الجميلات اللاتى سوف يظل طيفهن يداعب مخيلة الشعراء والأدباء.. وإحدى الفنانات اللاتى سكن قلوب الجمهور وعشاق الفن الراقى الأصيل.