الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نيللى وشريهان وبهجة رمضان

نيللى وشريهان وبهجة رمضان






ستظل الأعمال الفنية والاستعراضية والدرامية جزءا من البهجة المصاحبة لشهر رمضان الكريم إلى جانب مظاهره التقليدية من فوانيس ومسحراتية وباعة القطايف والكنافة والتجمعات على المقاهى وفى الساحات العامة بالأحياء التاريخية.
لن يغيب عن أذهان المصريين العديد والعديد من الأعمال الفنية الرائعة التى عايشوها عبر شاشات التلفاز أوقبل ذلك من خلال موجات الإذاعة، وهى الأعمال التى تسابق على تقديمها نجوم عظماء بارزين فى تاريخ الفن المصرى.
وحتى سنوات قليلة كانت فوازير رمضان، وأحداث ألف ليلة وليلة، وتواشيح النقشبندى، ومسحراتى سيد مكاوى من الأعمال التى ينتظرها المصريون من العام للعام.
وبعد سنوات من الغياب اقتحمت فيها الأعمال الرديئة الشاشات وفرضت علينا أنماطا من الدراما والعروض منبتة الصلة بالشهر الكريم، بدأنا نستبشر خيرا بالعودة للطريق الصحيح من خلال أعمال جديدة متميزة.
تذكرت ما شاهدناه قبل عامين وأنا أتابع هذه الأيام محاولات بائسة لإدخال البهجة على المصريين فى الشهر الكريم من خلال أعمال يائسة بذلت كل الجهد لانتزاع البسمة من شفاه المشاهدين لكنها ومع الأسف فشلت فشلا ذريعا.
“نيللى وشريهان” كان واحدا من الأعمال المتميزة التى أيقظت البهجة وأشاعت الفرحة فى قلوب ووجدان المصريين من خلال عمل هووبحق « عمل رمضانى « بامتياز قدم لنا جملة من المعانى والمشاهد والدروس المحترمة التى افتقدناها طويلا.
«نيللى وشريهان» أعاد لأذهاننا الدراما الجميلة النبيلة المتميزة، فقد تعامل مع جانب مهم تعاطى معه غالبية المصريين فى طفولتهم، وربما بعد طفولتهم أيضاً، وقدم لهم صورة جميلة على الشاشة انتزعت الضحكات من القلوب والإعجاب بالاختلاف عن كل البذاءات التى يسمعونها فى الأعمال الرديئة الأخرى، ونجح فى الإفلات من اختلاق الأحداث المصطنعة الركيكة لمجرد إطالة عدد الحلقات، لذلك جاء منتجاً طبيعياً مسّ قلوب الناس وعقولهم مباشرة فجذب عيونهم كما جذبت الفنانة أصالة قلوبهم.
شاهدنا وقتها عملا بديعا كان يهدف إلى ترسيخ قيم جمالية وأخلاقية راقية عن التعاون والمحبة والوفاء والصدق والإخلاص والجماعية وغيرها من صفات نتمنى جميعا أن تعود لتسود المجتمع وتعيد لنا الزمن الجميل.
للأسف جاءت الأعمال الجديدة محاولة ساذجة للتقليد، لم تبذل جهدا للإبداع قدر ما أرهقت نفسها فى «القص واللزق» من الأعمال السابقة الناجحة فجاء الجديد باهتا سخيفا لا يضيف لنا سوى قيم الفهلوة والأونطة والصوت العالى والمواقف المضحكة المصطنعة.
أخشى أن يقتحم البعض البيوت من خلال شاشات التليفزيون بقيمهم الهابطة الفاشلة بعد أن اقتحموا المجتمع من خلال فضائيات عربية أوشاشات السينما بأعمال ستظل سُبة فى جبين الفن المصرى.
الأعمال الإبداعية الجميلة تبقى فى القلوب والعقول حتى لواستمرت الأعمال الرديئة على الشاشة، وستعود بهجة رمضان إلى نفوس المصريين عبر مُبدعيها الحقيقيين كما عادت نيللى وشريهان يوما ما.