
صبحي مجاهد
خطوات الشيطان
مما لاشك فيه أن الدين جاء ليهدى الجميع إلى طاعة الله تعالى فى كل ثانية تمر فى حياتنا .. لكن تظل أهواء النفس وميلها الدائم للشهوات والغرائز دافعة للإنسان إلى عدم التقيد بأى شيء من شأنه أن يحد من تلك الغرائز المختلفة، ويظهر هنا دور الشيطان الذى يضع العديد من الخطوات كى ينصرف الإنسان عن التقيد لله تعالى بترك تلك الشهوات.
إن خطوات الشَّيْطان هى طرقه التى يدعو الناس إليها، وهى خطوات توصل صاحبها إلى الهلاك، ولذلك أمرنا الله تعالى بتركها وقال : (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ).
ويوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة اتباع الشيطان فى حديث ْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود حيث ٍ قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطًّا، وَخَطَّ عَنْ يَمِينِهِ خَطًّا، وَخَطَّ عَنْ يَسَارِهِ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ»، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا فَقَالَ: «هَذِهِ سُبُلٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ».
وكُلُّ مَعْصِيَةٍ لِلَّهِ فَهِيَ مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، الذى يجعل فى النفس ضيقا من الطاعة وكأنها قيد يجب التخلص منه فالإنسان بطاعته يتقيد لله عزّ وجلّ، وبالله، وفى دين الله، ومن لم يتقيد بهذا تقيد للشيطان؛ وفى خطوات الشيطان،
وورد ان من خطوات الشيطان تزيين القبيح حيث قال تعالى: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ)، ومن صور تزيينه للقبيح: تحسين الأفكار الباطلة والأهواء المخلة وإيجاد المسوِّغات لها وقذفها فى القلوب المريضة (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا).
كما ان قذف الأمانى فى قلب الانسان وإغراقه فى خواطر الغفلة هو اخطر انواع خطوات الشيطان التى تغرر البعض بها، حيث قال تعالى: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).
ولا يختلف اثنان على ان حب المال ينتشر بين الجميع، ولذلك يقع البعض فريسة لما يقوم به الشيطان من تزيين الكسب المحرم . حيث إن المال يغرى الناس؛ وقد ذكر النبى عليه الصلاة والسلام:«الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟».
وقد يكون الدافع للكسب المحرم خوف الفقر والجوع؛ وهذا الهاجس من الشيطان أيضا، حيث قال تعالى : (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ).
أمر اخير يجب ان ننبه اليه وهو ان الكثير من الناس فى وقتنا الحالى ينصاعون لما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاولة كسب رضا الناس فى سخط الله، فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عليه الناس».
عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية