
صبحي مجاهد
صوم الصالحين
مع قرب انتهاء شهر رمضان وتحرى الناس ليلة القدر للفوز بثوابها، وجدت من يسأل هل هناك صوم للصالحين، وهل صومنا خلال شهر رمضان لا يرقى إليه، هنا توقفت عند السؤال فما اعلمه أن هناك درجات للصوم وهو صوم الجوارح وصوم القلب، وصوم القلب والجوارح، وان الخير هو اعلى مراتب الصوم.
ومع البحث عن الإجابة على هذا السؤال وجدت أن هناك ما يعرف بصوم الصالحين تحدث عنه الشيخ أبو حامد الغزالى بقوله: لا يتم صوم الصالحين إلا بستة أمور وهى:
(غض البصر وكفه عن النظر إلى كل ما يذم ويكره وإلى كل ما يشغل القلب ويلهيه عن ذكر الله عز وجل، والأمر الثانى حفظ اللسان عن اللغو والكذب والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة والفحش والجفاء والخصومة والمراء (الجدال) وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله وتلاوة القرآن الكريم، الأمر الثالث كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه، لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه، والأمر الرابع كف بقية الجوارح عن الآثام.. اليد والرجل عن المكاره، والأمر الخامس ألا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه. ومعلوم أن مقصود الصيام الجوع وكسر الهوى لتقوى النفس على التقوى، والأمر السادس أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقاً بين الخوف والرجاء إذ ليس يدرى أيقبل صومه فهو من المقربين أو يرد عليه فهو من الممقوتين وليكن ذلك فى آخر كل عبادة يفرغ منها لأن المقصود من الصيام التخلق بخلق من أخلاق الله عز وجل).
وهنا ينتهى كلام الشيخ الغزالى لنعرف أن كثيرا منا غفل عن تحقيق هذا الصوم المعروف بصوم الصالحين، فكثير من الناس أراه فى الصوم وكأنه ادى ما عليه وأنه أصبح قريبا من الله دون أن يدرى أقبل الله صومه أم لا، ودون أن يعلق قلبه بالرجاء والطلب بقبول هذا الصوم.
كما أرى آخرون يجدون فى الصوم عناء مشقة وحرمان، وان الافطار هو تصريح لفعل كل ما يريدونه وكأنهم جعلوا من رمضان نهار دون ليل، وآخرين يجعلون من رمضان فرصة للنوم والكسل، ويقللون العمل مع أن الصوم هو صبر وعمل، وكلما قدمت من عمل اثناء صومك كلما وجدت الثواب من الله.
فعلينا فى رمضان وهو يلملم أوراقه للرحيل أن نراجع انفسنا لنلحق ولو بجزء يسير من ثواب هذا الشهر الكريم، ففيه الفضل الكثير الذى يمنحه رب العزة لعباده، وفى أيامه الأخيرة ليلة هى خير من ألف شهر، فلنجتهد بصوم الصالحين لنفوز بتلك الليلة فى ختام هذا الشهر الكريم.
عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية