الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«سينجل مازر»

«سينجل مازر»






28 مسلسلا صنعت موسم الدراما المصرية فى رمضان 2018.. التكلفة اقتربت من مليارى جنيه، وأدت تخمة العروض و«التسرع فى إنجاز المسلسلات للحاق بالعرض» إلى نوع من الاستسهال تسببت فى بعض الأحيان إلى فشل واضح.
90% تقريبا من الأعمال، أكشن وعنف وقتل، انتشار ملحوظ للألفاظ البذيئة والمشاهد الساخنة.
كل ذلك قد تجد له مبررا دراميا، لكن ما المبرر لظهور السنجل مازر» Single Mother» فى مسلسل بالحجم العائلى، ما الذى يريد أن يقوله صناع المسلسل؟!
شخصية «رانيا» التى أدتها الفنانة ديانا هشام؛ مكتوبة بنعومة شديدة، تتسلل إليك بتفاصيلها وتضمن ألا تكرهها، إذا لم تتعاطف معها.
 فرانيا هى الوحيدة فى أبناء نادر ترك – يحيى الفخرانى- التى لا تطمع فى ثروته، الوحيدة القريبة من أبيها، الطيبة الودودة مع الجميع، والرافضة لكل تصرفات والدتها ثريا – ميرفت أمين- ولكل أشقائها.
شخصية تأخذك إلى عالم مثالى، حتى تبريرها لخطأها مع أستاذها فى الجامعة وهى تحكى وتعترف لابن عمها فادى ـ أحمد مجدى ـ مشهد مؤثر لا تملك بعده  إلا أن تتعاطف معها، مثلما تعاطف معها ابن عمها وبدأت قصة حب بينهما بنفس النعومة!
والسؤال البديهى جدًا هنا: هل ينجح بالحجم العائلى فى تمرير «السنجل مازر» وكسب تعاطف وتأييد، فشلت من قبل فيه فتاة مصرية أعلنت عن نفسها كأول «سنجل مازر»؟
النعومة نفسها، استخدمها صناع مسلسل آخر يعرض فى رمضان، وقدموا من خلالها ظاهرة «فتاة الليل»، قدموها بتبريرات، فى ظنى هى الأخطر، الأب الذى يجبر ابنته على احتراف الدعارة، والسبب هو خروجه معاشا مبكرا، وعدم استطاعته الصرف على أسرته.
المسلسل هو ممنوع الاقتراب أو التصوير، وفيه شخصية (هند) التى أدتها الفنانة مى القاضى، إنسانة بسيطة طيبة القلب محبوبة من الجميع، والكل يعرف مهنتها، ويتعاطف معها، ويبرر لها الخطأ، حتى لواء الشرطة السابق الذى أصيب بفقدان البصر، عندما يقسو عليها، يعود ليواسيها، شخصية بداخلها الطيبة، والود والانكسار، حتى عندما تحمل سفاحا وتلد، الكل يتعاطف معها، ويساعدها!
شخصية «هند» لم يقدم لنا المسلسل محاولة واحدة منها لتصلح من وضعها، لم يقدم صناع العمل أى شخص رافض لهذا العبث!
أخطر ما فى مسلسلات رمضان هذا العام هو «طايع» الذى أداه عمرو يوسف، خطورة شخصية طايع تنبع من تعاطفك معه، لن أحدثكم على عدد القتلى فى المسلسل، فظنى ولا حتى صناع العمل يمكن أن يحصوا من قتلوا!
التغيير الكبير فى شخصية طايع ومن حوله مهمة جدا، الطبيب الرافض للثأر وتجارة الآثار، يتحول إلى قاتل وتاجر ومهرب، فماذا يريد أن يقول لنا صناع المسلسل؟
العمل كله يقدم قيما غريبة ومريبة، فحتى العمدة، والمفروض أنه ممثل للنظام والدولة؛ يتاجر فى الآثار وقاتل، «الريس حربى»، والتى أداها ببراعة شديدة عمرو عبدالجليل، يقتل امرأة حامل، أخذا بالثأر، الكل غارق حتى أذنيه فى عمليات تهريب للاثار، والكل صامت ومبارك للتهريب!
  والسؤال الذى لا إجابة له عندى: هل دراما رمضان عبرت عن المجتمع المصرى فى هذه المرحلة.. وهل تناول  العنف والقتل وفتيات الليل والسينجل مازر.. يعبر عنا؟!