
صبحي مجاهد
الوزير المجدد
لاشك أن العمل الدعوى هو الطريق الأول لتجديد الخطاب الدينى، كما أن تحقيق الاستقرار الدعوى لا يتأتى إلا من خلال خطباء وعلماء وزارة الأوقاف ؛ وهذا الفهم كان لابد له من شخصية تتولى مسئولية هذا العمل وبكل أصرار، وفى الحقيقة ما رايناه على مدار شهر رمضان يؤكد أن وزير الأوقاف يسعى بكل جد إلى أداء تلك الأمانة التى تمثل عامل أمان للمجتمع كله.
لقد أدرك وزير الأوقاف منذ اليوم الأول أن القانون منح الأوقاف الحق فى الإشراف على جميع المساجد والزوايا، حتى لا يستخدمها البعض فى تحقيق أهداف سياسية أو حزبية، فوضع القواعد التى تمنع غير المتخصصين من اعتلاء المنابر، وفى كل مرة يحاول البعض السيطرة على أحد المساجد تتحرك وزارة الأوقاف لتمنع هؤلاء من العبث ببيوت الله بأفكارهم.
ولم يتوقف الأمر فى الأوقاف عند حدود ضبط الخطاب الدينى بل كانت هناك خطوات جادة لتطوير هذا الخطاب وتفعيل دور الدعاة بصورة حقيقية داخل المجتمع، فوجدنا مشاركتهم الفعالة فى الملتقيات والدروس والندوات بصورة مكثفة كى يزداد تلاحم الدعاة بالمواطنين
وفيما يحسب لوزير الوقاف القيام بأكبر حركة إعمار لبيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى، حيث يتم فى كل عام بإحلال وتجديد نحو ألف مسجد سواء من موازنة الوزارة أم من مواردها الذاتية أم من الجهود الذاتية التى ندعمها، ولم تقف العناية بالمسجد عند حدود المبنى إنما اتسعت للعناية بالمعنى، واختيار الأئمة وتأهيلهم تأهيلا علميًّا ومهاريًا يؤهلهم للوفاء بحق الرسالة العظيمة التى يحملونها.
ولم يكن من الغريب بعد ذلك أن نسمع احد رموز العمل السياسى المستشار بهاء أبو شقة، رئيس حزب الوفد، يصف وزير الأوقاف بـ«فقيه التجديد»، وأفضل من شغل منصب وزير الأوقاف، واعتبره من أفضل وزراء الأوقاف ومفخرة يقود التجديد، ليحصل وزير الأوقاف لأول مرة فى تاريخ الوزارة على مسمى جديد هو «وزير التجديد» الذى يطبق مفهوم التجديد بشكل عملى وليس بمجرد شعارات او بيانات، حيث بدأ بتدريب عملى للدعاة على كل ما هو جديد، فأقام عددًا من الدورات باللغات المختلفة ليعد إمامًا قادرًا على نقل رسالة الإسلام الحضارية السمحة إلى العالم كله بلغاته المختلفة، كما وضع فكرة الخطبة الموحدة التى استهدفت صبط العمل الدعوى وجعل الخطبة عملية تمس قضايا المجتمع وهموم الناس.
إننا بحاجة أن يعمل الجميع فى مكانه للتطوير والتجديد وليس مجرد أداء الواجب، وأن يقوم كل إنسان بأداء كل الواجبات التى يفرضها عليه عمل أو منصبه ... فتحية إلى وزير الأوقاف وجهده الذى ظهر بوضوح خلال شهر رمضان فى الملتقيات والدروس.. والمساجد.
عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية