الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شجــاعـة التغييــر

شجــاعـة التغييــر






لا يكفى أن تكون مؤمنًا بالتغيير كقيمة نظرية، الأهم أن تمتلك القدرة على إحداث هذا التغيير، أن تساهم فى إرساء قيمة التغيير كثقافة تجد  لنفسها مكانة مجتمعية مستقرة.
فإذا امتلكت القدرة على التغيير فأنت على بعد خطوات من الشجاعة على إحداث هذا التغيير خاصة إذا كانت إجراءاته تتم بعد سنوات من الركود السياسى والاجتماعى التى شهدتها البلاد.
تتجلى أهمية القدرة على التغيير هنا فيما يمكن إيجازه فى النقاط التالية:
■ وضع معايير مؤسسية لإحداث التغيير من تلقاء ذاته.
■ تنشئة جيل على قبول هذه الثقافة.
■ تأهيل الكوادر البشرية.
■ إحياء قيمة الأمل فى مؤسسات الدولة.
■ فتح المجال الواسع للابتكار والتجديد.
■ ضبط علاقات العمل داخل المؤسسات.
■ تحجيم معدلات الفساد الإداري.
فعملية التغيير ليست وسيلة للمكايدة السياسية إنما ثقافة تهدف لتحقيق السلام الاجتماعى بين الأجيال المتعاقبة.
بعد سنوات متتالية شهدتها مصر مع مطلع ٢٠١١ انطلقت دعوات التغيير التى لم تجد من هو قادر على ترشيدها حتى أوشكت أن تتحول من مرحلة التغيير إلى مرحلة التدمير، لكن العناية الإلهية أرادت خيرًا بهذا الوطن فحدثت عملية التغيير وبقيت الدولة صامدة.
قبل أن تقدم على التغيير عليك أن تواجه نفسك بما يلى:
■ ما الذى يجب تغييره؟
■ كيف يحدث التغيير من داخل الدولة ووفقا لقوانينها؟
■ كيف يحقق التغيير أهدافه؟
■ كيف تتم عملية السيطرة على هذا التغيير لضمان عدم انحرافه؟
■ كيف تحقق عملية التغيير وضعا أفضل من سابقه؟
■ كيف يمكن تحويل عملية التغيير الناجحة إلى نموذج قابل للتكرار الآمن؟
من هذا المنطلق يجب أن نعلى قيمة ما يمكن تسميته بالتغيير المسئول.
التوسع فى تمكين المرأة.. وخلق كوادر جديدة بزيادة عدد نواب للوزراء أمس وفِى آخر أيّام شهر رمضان المبارك وقفت الحكومة الجديدة أمام الرئيس تؤدى اليمين الدستورية إيذانا بتحمل مسؤلية جديدة.
صباح ذلك اليوم استيقظ المصريون على هذا التغيير الذى جاء حاملا فلسفة جديدة، ربما لم تعرفها الدولة منذ سنوات، فلسفة التغيير هذه المرة كشفت عن أن من أحدث هذا التغيير قد تمكن مسبقًا من تغيير نفسه وتطويرها وجعلها أكثر مرونة فى التعامل مع هذه الفكرة.
فلسفة التغيير هذه المرة تميزت بوضوح ملامحها.
التالية:
■ الانخفاض بأعمار من يتولون المسئولية.
■ التوسع فى تمكين المرأة.
■ إعلاء قيمة التغيير من أجل التجديد وليس كوسيلة عقابية.
■ التعامل مع التصدى للمناصب باعتباره تنفيذا لمهمة محددة ومحدودة المدة.
■ التوسع فى تعيين نواب الوزراء لخلق كوادر وإتاحة فرصة التدريب العملى لها.
■ تمكين العناصر الفنية من التقدم نحو مناصب المسئولية.
كل هذه الملامح لم تكن لتتجلى بهذا الوضوح إلا بعد أن تكون قد رسخت فى ذهنية القيادة التى يبدو أنها قررت أن تتخذ من التغيير وسيلة الإدارة الرشيدة.
عملية التغيير هذه المرة كشفت عن تغير جذرى قد حدث فى اُسلوب إدارة الحكم، كما كشفت عن استيعاب عميق لما حدث فى مصر يناير عام ٢٠١١ ، الآن نحن أمام قيادة قررت أن تتخذ من التغيير منهجا عمليا ، ولم يكن لذلك أن يحدث نتائجه المرجوة إلا إذا كانت أهداف التغيير محددة سلفا ومرتبطة بمحددات المصلحة العامة، وذات آثار إيجابية يمكن رصدها بوضوح ورصد انعكاساتها على مستقبل الأجيال الناشئة.
ربما أحدثت عملية التغيير هذه المرة صدمة لدى البعض ليس استنادا إلى تخوفات منطقية بل انعكاسا لحقيقة أن القدرة على استيعاب التغيير هى أحد أهم متطلبات إحداث هذا التغيير، وإلا سيتم التعامل مع كل عملية تغيير باعتبارها قدرًا بائسًا.