السبت 24 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
علامات الإيمان

علامات الإيمان






من أخص علامات الإيمان والثقة فى الله : الصدق، حتى قال بعضهم : الإيمان الحقيقى هو الذى يحملك على أن تقول الصدق مع ظنك أن الصدق قد يضرك، وألا تقول الكذب مع ظنك أن الكذب قد ينفعك، لعلمك أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك.
 ومن أهم علامات الإيمان : الرضا بما قسم الله، وخشيته سبحانه فى السر والعلن، والاطمئنان بذكر الله, وحب الله ورسوله، وحب الخير للناس وحبهم فى الله ولله، حيث يقول الحق سبحانه: «الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ويقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّار»، ويقول «صلى الله عليه وسلم» : «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» «متفق عليه».
على أن الحب بلا طاعة حب أجوف لا طائل ولا غناء منه، فالحب الحقيقى هو الذى يؤدى إلى حسن الاتباع، حيث يقول سبحانه على لسان نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ».
 ثم إن للإيمان وللمؤمنين علامات، من أهمها:
•ما ذكره الحق سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز فى قوله تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ»، فالمؤمن تقى نقى يألف ويؤلف ليس بفظ ولا فاحش ولا غليظ، خاشع لله، مخبت إليه.
• أن المؤمن إنما هو مصدر أمن وأمان، يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم»، ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «وَاللَّهِ لاَيُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ،قِيلَ: وَمَا بَوَائِقُهُ ؟ قَالَ: شَرُّهُ»، ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «ما آمن بى من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم».
فالإيمان يربى صاحبه على الكف عن الأذى وعلى حب الخير للآخرين والإحساس بهم والعمل على إسعادهم، فإذا كان الإيمان خيرًا  كله، فينبغى أن يكون  المؤمن خيِّرًا يتحرك على الأرض لنفع الناس، لا لإيذائهم أو الاستعلاء عليهم أو الإضرار بهم .
ومن أخص صفات المؤمنين الأمانة، حيث يقول سبحانه وتعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ» فقد ربط بين الإيمان والأمانة، فالإيمان، والأمن، والأمان، والأمانة ألفاظ ترجع فى أصل اشتقاقها إلى مادة لغوية واحدة: هى مادة: «أَمِنَ»، فحيث كان الإيمان كانت الأمانة وكان الأمن، ولا إيمان لمن لا أمانة له، يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم» فى ربط واضح بين الأمانة والإيمان: «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له».
فأداء الأمانة والوفاء بالعهد، هو أحد أهم جوانب التطبيق العملى لمفهوم الإيمان، ونلاحظ أن النص القرآنى هنا لم يذكر مجرد أداء الأمانة أو الوفاء بالعهد، إنما تحدث عن رعاية ذلك وتعهده والعناية به كما يتعهد الوالد ولده أو الزارع زرعه ، حيث يقول الحق سبحانه: «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ»، ويقول سبحانه: «وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً»، فالتزام القيم والأخلاق هو التطبيق العملى لمفهوم الإيمان والدليل على رسوخه وتمكنه من نفس صاحبه.