
احمد رفعت
هديتان فى العيد
يتذكر الكثيرون دائما حال بعض الدول الشقيقة المؤلم والمؤسف وما جرى فيها سعيا للتذكير بحالة الأمن والأمان التى نعيشها إلا أن البعض ينسى أن ذلك لم يتحقق إلا بتضحيات كبيرة قدم فيها أبطال شجعان حياتهم ودماءهم ثمنا لها..هؤلاء الأبطال الشجعان أحياء عند ربهم يرزقون إلا أنهم تركوا من خلفهم أيتاما وأطفالا أبرياء وأرامل وأمهات مكلومة لفقد أبنائهم بعد سنوات طويلة قضوها فى تربيتهم ورعايتهم وتعليمهم وفقدوهم بعد أن فرحوا بهم وشاهدوهم بزيهم العسكرى جيش وشرطة ـ فى خدمة الوطن!
تمر الأيام وننعم بالأمن والأمان وننعم بإنقاذ الوطن من عصابة مجرمة استولت عليه وحكمته فى غفلة من الزمن لكن يبقى هؤلاء الأيتام والأرامل والأمهات والآباء والأشقاء لا ينسون قط من فقدوهم إلا أن الوطن أيضا لا ينسى لا بجيشه وشرطته ولا برئيسه الذى يدرك كم التضحية ويعرف حجم ما قدمه هؤلاء الأبطال وآثر أن يقضى ساعات الصباح الأولى من عيد الفطر معهم وما أجمل أن يشعروا جميعا أنهم فى القلب وفى العين وفى عقل الوطن ورئيسه فجمعتهم صلاة العيد وكانت التهنئة به من الرئيس مباشرة.. كانت اللفتة طيبة .. لقد أوصانا ديننا باليتيم وزادت التوصية فى الاهتمام بهم بالأعياد والمناسبات الدينية فما بالكم إن كانوا أيضا أبناء شهداء أبرار رحلوا ليبقى الوطن؟!
ثم كانت الهدية الثانية للمصريين فلم يمر يوم العيد إلا ووكالات الأنباء والصحف تزف البشرى لآلاف من أهالى الغارمات والغارمين من يقضون عقوبة موجعة خلف الأسوار ليس لأنهم قتلوا ولا لأنهم سرقوا أو لكونهم فجروا قنابل هنا وهناك.. وإنما لأنهم أرادوا القيام بواجباتهم تجاه أولادهم وبناتهم تحديدا وتحملوا عبء تجهيزهم للزواج ـ كما فى أغلب الحالات المفرج عنها ـ أو حاولوا توفير سبل الحياة من أكل عيش شريف ولم يستطيعوا سداد ما اقترضوه أو ما شروه بالقسط.. فكانت البلاغات.. ثم كانت المحاكمات.. ثم جاءت الأحكام لتحول هم الليل وذل النهار إلى عقوبة يجب قضاؤها!
خروج هؤلاء مشروع وطنى يجرى الاهتمام به منذ تولى الرئيس السيسى المسئولية والاهتمام بالغارمين، باب من أبواب الزكاة فى توصية إلهية ويوم العيد عادوا إلى بيوتهم فصار العيد عيدين!
كل عام ومصرنا وشعبنا بكل خير