الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«فى صحتك»

«فى صحتك»






محمد الشناوى حارس مرمى من طراز فريد، فى مباراة مصر الأولى أمام أوروجواى قدم نفسه، كحارس كبير، قادر أن يحرس عرين أى فريق فى العالم، الجميع شهد له، ونال جائزة رجل المباراة.
الشناوى رفض استلام الجائزة  - رجل المباراة - لأنها مقدمة من شركة خمور، الشركة نفسها راعية لكأس العالم!!
من حق الشناوى أن يرفض استلام زجاجة خمر، ويستلم الجائزة نفسها، ومن حقه أن يرفض، فى الحالتين هذا قراره.
محمد صلاح، تعرض لنفس الموقف وخرج منه بذكاء شديد، عندما تم اختياره لأول مرة، لتسلم جائزة أفضل لاعب فى شهر سبتمبر 2017 بنادى ليفربول الإنجليزى، رفض صلاح تسلم زجاجة الخمر التى يتم تقديمها بجانب الجائزة، واكتفى بتسلم الجائزة  نفسها، لاحظ أن صلاح نال  هذه الجائزة 7 مرات فى موسم واحد.
أحمد حجازى، أيضًا تم اختياره أفضل لاعب فى مباراة وست بروميتش وبورتون ألبيون فى يوليو 2017، ورفض تسلم زجاجة الخمر مقدمة من الشركة الراعية للبطولة، واكتفى بتسلم درع رجل المباراة.
فى الحالات الثلاث، كل لاعب تصرف بحريته، فالشركة لم تلزمه أن يشرب على طريقة «فى صحتك»  وهذا حقه تماما، فلماذا الضجة حول موقف الشناوى؟!
لماذا اختلفنا حول موقفه من الجائزة، وتناسينا أنه قدم مباراة رائعة؟ لماذا يحاول البعض شغلنا عن الحقائق، بإثارة نقاط للخلاف.
الشناوى، لو فى خبرة صلاح وحجازى كان قبل الجائزة ورفض الخمر لو قدموا له خمرا، لكن هذا لا يعنى أنه بات المدافع الأول عن العقيدة، أو أنه على حافة التطرف كما صوره البعض.
أرجوكم ضعوا الموقف والقرار الذى اتخذه الشناوى فى سياقه العادى، من حقك تدافع عن معتقدك وما تراه أنه صحيح، وتدافع عنه طالما الموضوع يخصك وحدك ولم تعتد على حرية  أحد.
صحيفة «ذا صن» البريطانية، كانت أكثر واقعية فى تناول الحدث، ببساطة قالت «حارس مرمى المنتخب المصرى، محمد الشناوى، رفض تسلم جائزة أفضل لاعب فى مباراة مصر وأوروجواى، لكونها مُقدمة من شركة مُنتجة للكحوليات.
وتابعت « الشناوى قدم أداءً مذهلاً مع منتخب بلاده فى مواجهة رفقاء لويس سواريز، واضطر للتخلى عن المكافأة التقليدية التى حصل عليها، كأفضل لاعب فى المباراة، لكونه مسلماً يحظر عليه دينه استهلاك الكحوليات.
الصحيفة أشادت بالشناوى، وقدمت تبريرًا لرفضه الجائزة، ببساطة شديدة، لم تصنع منه شيطانا خطرًا على أوروبا مثلا، لأنه يرفض الخمر، كما نحاول نحن هنا أن نصنع منه ملتزما دينيا، والبعض يشكك فى انتماءاته وميوله نحو التطرف!
لماذا لا نعطى لأنفسنا الفرصة لنفرح، ونحتفل ونحتفى بالشناوى كحارس كبير، ينتظره مستقبل واعد، ونبتعد عن أى شيء قد ينغص علينا هذه الفرحة؟
بالمناسبة  الاتحاد الإنجليزى فى عام 2012 كان قد قرر تغيير الجائزة التى يقدمها لأفضل لاعب فى مباريات الدورى فى حالة حصول لاعب مسلم عليها، على خلفية واقعة يايا توريه نجم مانشستر سيتى فى 2011، والذى رفض استلام جائزة رجل مباراة فريقه ضد نيوكاسل لأن الجائزة عبارة عن «زجاجة خمر».
الاتحاد الإنجليزى قرر تقديم زجاجة، مشروبات عشبية خالية من الكحول،  فى حالة فوز لاعب مسلم بها لأنها تقليد قديم فى الملاعب الإنجليزية.
ما أعنيه هنا هوعدم تضخيم الحدث، وإعطاء الأمور أكثر ما تستحق، فلم يصر الاتحاد الإنجليزى على زجاجة الخمر وفكر وقدم حلا، وفى حال رفض الجائزة لم تكن هناك حكاية «وهرى» على طريقتنا فى المواقع والفيسبوك، كل شئ كان فى سياقه العادى.
وبالمناسبة أيضا، ليس فى أوربا فقط يحدث ذلك من عدة أيام فى تشاد، وزيرة مسيحية اسمها «مادلين الينجوى « تولت حقيبة الاتصالات، رفضت القسم بصيغته المكتوبة « أقسم بالله العظيم» وقالت «أقسم بالرب الأعظم» وتوقف القسم لدقائق، بعدها تم اعتماد القسم كما قالته فالرب يعنى الله، لا فرق.
قبلها بفترة رفضت تماما وزيرة أخرى مسيحية  بروتستانتية، اسمها «أمان دجيبرجى»  حلف اليمين كوزيرة للطيران المدنى، لأن القسم محرم فى المسيحية، بالرغم من أنه وحسب الدستور التشادى كان مطلوبا منها أن تحلف على الإنجيل، هذه هى عقيدتها، احترمتها وفضلت على الوزارة، هذا حقها،  رئيس المحكمة استخدم حقه أيضًا وتم إبعادها  عن المنصب  واختيار بديل لها.