سر الهاشتاج!

ليس صحيحا أن الهاشتاج سيئ السمعة الذى انطلق قبل أيام سببه إجراءات رفع أسعار الطاقة بجناحيها المحروقات والكهرباء ولو كان ذلك صحيحا لتمت الدعوة له فى حينه أو فى أول يوم لعودة المصريين للعمل أو عند أول رد فعل شعبى حتى لو كان محدودا ضد الإجراءات..
الدعوة للهاشتاج هى المعادل الموضوعى لعملية قتل الإيطالى ريجينى قبل عامين..هى نفسها حالة التربص بعلاقات مصر الاقتصادية والسعى لعرقلتها ووقفها..الدعوة للهاشتاج تمت فى اللحظة نفسها التى أعلن فيها السيد كلاوديو ديسكالزى الرئيس التنفيذى لشركة إينى الإيطالية العملاقة أن شركته قررت أن تكون 70% من استثماراتها فى العالم بمصر وحدها! ثم جاءت التفاصيل على لسانه حيث قال: إن «إينى» استثمرت فى مصر حتى الآن 8.4 مليار دولار وأنها فى طريقها لاستثمار 3 مليارات جديدة!
ماذا يعنى أن واحدة من أكبر شركات الغاز والطاقة تقول: إن 70% من أموالها وعملها واهتمامها سيكون لمصر وفيها؟ هل يعنى فقط تدفق مزيد من الأموال وتزايد نسب العاملين المصريين وفتح أبواب للرزق من عملهم ومن استثمارات الشركة؟ أم يعنى أيضا أن هذه الشركة بخبرائها وخبراتها ومهندسيها يوقنون أن مستقبل الغاز فى مصر أكبر مما اكتشف ويتجاوز ظهر وشروق ونورس وشمال الدلتا وبتول وغيرها من الحقول.. لكن هل هذا يعنى أننا سنستخرج كمية غاز أكبر من التى نستخرجها الآن؟ نعم.. لكن هذا يعنى أن قدرة مصر على التصدير باتت ـ بعد هذا التطور ـ واردة جدا.. لكن أيضا ماذا يعنى أن قدرة مصر على التصدير واردة وربما كبيرة؟ تعنى باختصار ـ وهذا هو الأهم على الإطلاق ـ أن قدرة مصر على سداد مستحقات النقد الدولى وكافة المؤسسات الدولية وكذلك القدرة على التعامل مع المستقبل باتت كبيرة وبالتالى أى أوهام كانت مرتبة للإيقاع بمصر من خلال الديون ليست إلا سرابا وأوهاما!
هل هذا فقط؟ لا.. إنما الدخول إلى بورصة تصدير الغاز العالمية وتصبح مصر بها رقما مؤثرا ولن يكون ذلك إلا على حساب آخرين لا يريدون ذلك ويتربصون به وبنا!
الموضوع كبير.. يحتاج فقط إلى الوعى والانتباه.. أما أمن مصر فأمره منتهى..قضى الأمر بوعد إلهى وشعب ناضج وجيش عظيم!