
احمد رفعت
الشعب والمعجزة!
«وصاح من الشعب صوت طليق
قوى أبى عميق عريق
يقول أنا الشعب والمعجزة
أنا الشعب لا شىء قد أعجزه
وكل الذى قاله أنجره
أنا الشعب لا أعرف المستحيل
ولا ارتضى بالخلود بديلا»!
هكذا كتب الشاعر الكبير كامل الشناوى وبهذه الكلمات تغنت أم كلثوم وربما لو وصف كل شعراء الدنيا ما فعله شعبنا فى مثل هذه الأيام من عام 2013 ما استطاع أن يصفه أجمل ولا أفضل ولا أدق مما كتبه الشناوى رغم اختلاف المناسبتين إلا أن شعبنا هو هو لم يتغير ولم تتغير سماته ولا خصائصه ولا يمكن أن تتغير سماته أو خصائصه ولا توجد قوة فى العالم تقدر على تغيير سماته أو خصائصه!
شعبنا.. شعب مصر العظيم وجد وطنه وفى غفلة من الزمن فى يد عصابة مجرمة وهى مجرمة بكل ما تعنيه الكلمة من معان.. ورغم أن هذه العصابة المجرمة أرادت «ذبح القطة» لشعبنا من اليوم الأسود الأول لوجودها فى السلطة فحطمت منصة أحزاب المعارضة التى أقيمت فى ميدان التحرير والمدهش أن كل من كانوا فيها هم حلفاء الجماعة ومن جماعة «الفيرمونت» التى وقفت بجانب مرسى تسجل للتاريخ انحيازهم الغبى لمرسى وجماعته فكانوا أول من يذوق مرارة الحكم الفاشى لعصابة الإخوان!
وما هى إلا أيام ويقيل مرسى النائب العام!! هكذا بجرة قلم بسيطة!! ولا يعود لأى مستوى قضائى يسترشد به من أجل اختيار نائب عام جديد بل يختار ويقرر ويصدر ما يريد من أوامر وتعليمات وما هى إلا أسابيع حتى يصدر إعلانه «الدستورى» ولم يكن إلا إعلانا مجنونيا بلطجيا مهووسا لا علاقة له لا بالدستور ولا بالقانون ولا حتى بالإعلانات!! ثم توالت الجرائم بعدها من تهديد ووعيد وسعى شامل لتغيير شكل الدولة وروحها وتعذيب عند الاتحادية وقتل أمامها وحولها وكان ذلك كفيل بترهيب أى شعب آخر.. وإصابته بالرعب وبالتالى الرضا بالقدر والقضاء إلا أن هنا فى مصر حدث العكس.. وصمم شعبنا على تصحيح الخطيئة ونظم صفوفه فى عمل أسطورى بكل ما تحمله الكلمة من معان لم يكتب منه وعنه إلا اليسير لكن الأيام سجلت التاريخ وللتاريخ وسيعرف شعبنا بيوم ما وقائع ما جرى كاملا وأجمله أنه شعبنا ـ فى القلب منه وجيشه معه وحوله.. قبله وبعده..
بلادى مفتوحة كالسماء تضم الصديق وتمحو الدخيلا.. وهكذا قال كامل الشناوى فى ختام قصيدته وهكذا فعلنا!