الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنا 30 يونيو

أنا 30 يونيو






صبيحة الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ تجلت مبكرًا أجواء الثورة العظيمة على شوارع وميادين القاهرة تناظرها كل المحافظات، وبحلول ظهر اليوم نفسه كانت الميادين قد امتلأت بالملايين الهادرة فى مشهد إنسانى غير مسبوق، وقتها توحد الهتاف متجهًا إلى رأس الداء «يسقط يسقط حكم المرشد» دون ذكر اسم من كان يشغل منصب رئيس الجمهورية وقتها غصبا بعدما أدرك المصريون بوعيهم وفطرتهم أنه لم يحكم أبدا ولو لساعة ولم يملك أبدا أى إرادة للحكم أو حتى لإدارة شخصيته.
حول الميادين ارتكزت قوات الجيش والشرطة التى التفت حول جموع الشعب فى مشهد توحد فريد أحدث صدمة لكل من لم يدرك يوما حجم وقيمة هذا الوطن.
لم تكن أبدا نزوة ثورية بل ثورة لوطن بحجم مصر ولدت كبيرة فى وطن كبير، لم تكن أبدا حدثا عاديا بل صفحة فرضت على التاريخ أن يتوقف طوعا وكرها، ينصت لصوت مصر التى طالما قررت أن تكتب مصيرها فى سجل التاريخ بمداد عرق ودماء أبنائها، الذين آمنوا بها منذ اللحظة الأولى ورفضوا أن يحكم بلادهم تنظيم عصابى لم يعرف يوما معنى لوطن أو لوطنية.
لم تكن دفقة مؤقتة أو حركة انفعالية لغضب بل حالة وجد تنامت فى القلوب والعقول التى قررت أن ترفع الغطاء التنظيمى والسياسى عن هذا الفصيل الذى مارس الخداع على دول ودويلات وضلل أجيالا متعاقبة، لتأتى لحظة الكشف والانكشاف بعنوانها الساطع ٣٠ يونيو ثورة الدولة المصرية.
 فى ذكراها الخامسة تقف ٣٠ يونيو من عليائها المستمد من كامل رصيد شموخ الدولة المصرية، تقف تتحدث عن نفسها «أنا ٣٠ يونيو» أنا من توقفت حركة التاريخ مستجيبة لأصواتى الهادرة التى جابت الأرض شرقًا وغربًا فاحتل اسم مصر عناوين الصحف والشاشات بعدما اختلت موازين وحسابات المتآمرين والممولين والمتمولين الذين تحطمت أوهامهم على صلابة صخرة كبريائى المستمد من صلابة معدن المصريين.
أنا ٣٠ يونيو أسمعت كلماتى من به صمم، أنا ٣٠ يونيو أواجه التاريخ وأستوقفه، أملى عليه ما يكتب فى سجلاته عن دولة بحجم ومكانة مصر.
 أنا ٣٠ يونيو أقف على قاعدة الوطن المصرى العظيم، أنا ٣٠ يونيو صيحة الوطن الجريح تصدح فى أرجاء العالم تزلزل ضمائره تحييها بعد موت، أنا ٣٠ يونيو ثورة الإنسانية، أنا ٣٠ يونيو ثورة من أجل مصر، أنا ٣٠ يونيو تتعالى موجاتى الضاربة واحدة تلى الأخرى فى مواجهة من ظن يوما أن العبث بمصر أمر متاح مستساغ قابل للتنفيذ، أنا ٣٠ يونيو استعلاء فى مواجهة من أخذته العزة بالإثم لفرض إرادته على حاضر ومستقبل هذا الوطن العظيم، أنا ٣٠ يونيو من شموخ استعلائى أخفض جناح الذل من الرحمة لوطنى مصر، اليوم أقف بين يدى وطنى راضية مرضية أقتبس من فيض عطاءات فنه وإبداعه ليعلو النداء «على اسم ثورة مصر يقدر يقول التاريخ ما شاء.. أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء».
 أنا ٣٠ يونيو حائط الصد المنيع أمام أوهام وأطماع تجار الدم والدين، أنا من كشف عمالة وتخابر التنظيم الإخوانى الذى طالما خدع شعبا طيبا باسم الدين الحنيف، أنا من رفع الغطاء السياسى والتنظيمى عن أعداء الإنسانية وأذنابهم، أنا من وثّق فى التاريخ جرائمهم موصومة بصورهم البغيضة تكسوها ملامح الدم ورائحة الغدر.
أنا ٣٠ يونيو من مدت يديها لكل مصرى شريف تمنحه فرصة الوجود العظيم فى سجل شرف وطنه، أنا ٣٠ يونيو أعرف رجالى ويلتفون حولى، أنا ٣٠ يونيو كبيرة إلا على المخلصين، أنا من كشف الغطاء فأصبحت مصر الآن بصرها حديد.
 أنا ٣٠ يونيو أقف اليوم أنظر إلى شهدائى فى عليائهم فى الأمجاد السماوية، بوجوههم الناضرة يطلون على وطنهم، وبرائحة دمائهم الزكية تتعطر احتفالات مولدى الخامس، أنا ٣٠ يونيو أنحنى احتراما وعرفانا وإجلالا وتقديرا للدماء الطاهرة التى خصبت قلب الوطن ليظل رأسه مرفوعا شامخا وقت أن كانت جباه الرجال تنزف الألم والمرارة.
أنا ٣٠ يونيو براءة اختراع أسطورة الوطنية المصرية التى أثبتت أن المستحيل لا يعرف طريقا إلى القاهرة.
أنا ٣٠ يونيو أقف فى عامى الخامس مطلة على وجه وطنى الطيب، أحمد المولى عز وجل على نعمة الوطن العظيم.
أنا ٣٠ يونيو على امتداد البصر أرى أمنًا راسخًا فى ربوع الوطن، أرى وطنًا خفاقة راياته بعد أن وصل إلى بر الأمان محمولاً على أكتافى وعلى سواعد الرجال.
 أنا ٣٠ يونيو ثورة الفطرة المصرية أحتمى بأحضان غريزة الأم المصرية التى تصدت بحنانها وإيمانها وخوفها على بلدها كولدها فانطلقت من دفء أحضانها الصادقة نار موقدة بروح الوطن سرت فى جسدى طاقة لا نهائية لم تضل طريقها أبدا نحو المصريين.
أنا ٣٠ يونيو فصل جديد من فصول الشرف والعزة فى تاريخ هذا الوطن، أنا ٣٠ يونيو ازددت شرفا على شرف بعدما شاء المولى عز وجل وقدر لى مكانة رفيعة فى تاريخ هذا الوطن.
 أنا ٣٠ يونيو برهان ساطع على أن مصر العظيمة عصية على الانكسار.
أنا ٣٠ يونيو دليل دامغ على أن مصر لا تستكين لهزيمة ولا تخضع لغير الإرادة الوطنية.
أنا ٣٠ يونيو أمنح الفرصة الأخيرة للمتخلفين عن معركة الوطن.. الحق الركب لتنجو.