السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أطفال المريوطية

أطفال المريوطية






ما انتهت له عملية تحريات الشرطة فى قضية مقتل 3 أطفال تم العثور على جثثهم أسفل كوبرى المريوطية محترقة يؤكد أننا نعيش واقعًا اجتماعيًا خطيرًا يموج بالظواهر التى لم يتنبه لها أحد حتى الآن.
أولا: سرعة التحقيقات التى لم تستغرق سوى أربعة أيام للوصول إلى المتهمين وضبطهم فى قضية بالغة الصعوبة والتعقيد وتعدد خيوطها يؤكد أن جهاز الشرطة المصرى على درجة من الكفاءة والقدرة والتمكن من أدوات التحرى والفحص والتحقيق بالدرجة التى تشعر الناس بالاطمئنان، وأنه غير صحيح ما بدأ البعض يردده عن العودة إلى الانفلات الأمنى والقتل وخلافه.
ثانيًا: للمرة المائة بعد الألف تثبت الوقائع والأدلة والبحث الجنائى الكفء كذب رواد ونشطاء وأشاوس مواقع التواصل الاجتماعى وكذب ادعاءاتهم، وفقر معلوماتهم ورغبتهم الأكيدة فى إطلاق الشائعات لتضليل المجتمع وتمرير أكاذيب تساعدهم على إثارة أجواء من الفوضى.
أما من الجانب المجتمعى فحدث ولا حرج، حيث كشفت تفاصيل التحقيقات مع المتهمين من الوقائع ما لا يتخيله أحد من علاقات متداخلة ومتقاطعة، وزواج عرفى متكرر واضح أنه لتغطية قانونية على أمور أخرى، ومستويين اجتماعى واقتصادى للأشخاص ذوى الصلة تشير إلى انتشار ثقافات خطيرة للغاية انتهت إلى عدة زيجات لإمراة واحدة أثمرت الأطفال الثلاثة، وليس من بينهم من ينتمى للزوج الرابع.
متابعة تفاصيل ووقائع القضية يقول إننا أمام حال اجتماعى خطير أساسه المناطق سببه العشوائية أو المناطق المتطرفة فى الضواحى أو للأسف فى قلب الأحياء السكنية متوسطة الحال، ومهن للنساء فى أماكن عمل أنا متأكد أن أحدا لم يطرقها للتأكد من مطابقتها للقانون، أو الاطمئنان على الحالة القانونية للعاملين  فيها.
قضية أطفال المريوطية تحتاج إلى علماء اجتماع وعلم نفس واقتصاد يحللون لنا ما جرى، وحقيقة حياة هؤلاء المتهمين، ونوعية ثقافتهم، ومدى انتشارها فى المجتمع، ولماذا؟ وكيف يتم التعامل معها؟ وأوجه وجوانب القصور فى الجهات الحكومية المعنية بكل تفاصيل وجوانب القضية.
حقيقة مذهلة أن تكتشف أم مصرع أبنائها الثلاثة محترقين وبمنتهى البساطة تقرر التخلص منهم بهذه الطريقة البشعة، وتخطط وتنفذ مع صديقة السكن والعمل، ولا يهتز لهما جفن أو رمش، ومن دون خشية من العواقب أو الخوف من ضبطهما، وسائق التوك توك الذى يخرج بهما من الأحراش التى يسكنون فيها إلى الطريق العام دون خشية هو الآخر، وينتهى الأمر إلى إلقاء الجثث الثلاث ومغادرة المكان كأن شيئا لم يكن.
سؤال ألح على ذهنى. كيف كانت حال الأم وصديقتها طوال الأيام الأربعة منذ التخلص من جثث أبنائها وحتى ضبطهما؟ وما حالتهما بعد الضبط؟ وماذا سيقولان فى التحقيقات؟ إنها أسئلة وغيرها الكثير سيحدد صورة لجانب مظلم من جوانب الحياة فى المجتمع المصرى.
تحية لرجال الشرطة وما قدموه لفك طلاسم هذه القضية فى هذا الزمن القياسى، وهى تحية واجبة بعد كل ما نالهم من اتهامات وتشكيك من أشاوس ونشطاء السوشيال ميديا.