الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حالة الانتماء

حالة الانتماء






 الانتماء للوطن يعد ركيزة من ركائز القيم الوطنية التى يُنظر إليها بكثير من الاحترام والتقدير.
والانتماء - لمن لا يعرف - هو حالة حسية إيجابية يشعر من خلالها المرء بانسجامه مع وطنه ومن ثم يسلك كل السلوكيات الإيجابية التى  من شأنها أن يوصف بأنه  محبٌ لوطنه، مخلصٌ له، مدافعٌ عنه.
 والإنسان منذ ولادته تولد معه نزعة الانتماء لذلك فإن الأسرة هى الوعاء الأول الذى يُستقى منه الانتماء ومن ثم الولاء.. ويمثل الانتماء فى حد ذاته حاجة من الحاجات الضرورية للإنسان التى يحرص على إشباعها ليقهر عزلته وغربته ووحدته، وهوسبب رئيسى فى  تماسك أفراد المجتمع.. ومن الثابت أن المرء لا يستطيع أن يشبع حاجته للانتماء إلا من خلال جماعة يعتنق معاييرها ومبادئها، وقيمها، جماعة تستطيع أن تشبع حاجاته الأساسية وتحميه ويستمد قوته منها وتحقق ذاته وتقدره.
لذا فقد تنبهت الدول المتحضرة لذلك وسعت سعياً حثيثاً لأن ترتقى بحالة الانتماء فعملت على غرس مبادئها وقيمها فى شعوبها وإشباع احتياجاتهم وتوحيد معاييرها، فلقد أدركت أن الهوة بين تطبيق المعايير الصالحة والقيم السامية وبين الواقع ومتطلباته واحتياجاته، أول ما يصطدم به المرء حينما يستشرف حياته العملية.
إننا - ونحن فى هذه المرحلة الحاسمة من حياة أمتنا- ينبغى أن ندرك أن الانتماء حالة يعيشها الفرد داخل الوطن، فإن كنا نسلم بأنها  تلازمه، إلا أن هناك عوامل تؤثر على رفع معدلات الانتماء، وأخرى تنال من هذه العوامل ، وأننا ينبغى أن نولى العوامل التى تؤثر على ترسيخ حالة الانتماء اهتماماً يليق بأهميتها؛ فكلما ارتفعت مؤشرات الانتماء، كان أفراد المجتمع أكثر تماسكاً وقدرة على مواجهة التحديات، والتزاماً بالقوانين والقواعد السلوكية، واحترام العادات والتقاليد، والفخر برموزهم الوطنية والاعتزاز بوطنهم، وكلما هبطت مؤشرات الانتماء كلما ارتفعت معدلات التمرّد والعنف ومخالفة  القوانين، والتستر على الخائنين، والفاسدين، والتعاون مع العدو ضدّ مصلحة الوطن. فإذا كان حب الوطن واجباً على كل فرد تجاه وطنه، فهذا الواجب ينبغى أن يدفعنا إلى أن نعزز حالة الانتماء وأن نتكاتف ونتعاون ونتآلف لبناء وطننا بالوقوف صفاً واحداً فى مواجهة التحديات.