
صبحي مجاهد
جهود الإمام.. ومكانة الأزهر
لا يختلف اثنان على أن الأزهر الشريف هو مؤسسة دينية عالمية تمثل ثقلا لعالمنا العربى والإسلامى عامة، ومصر خاصة، حيث يمثل الأزهر مناط الثقة من قادة العالم شرقا وغربا، كما أنه يؤدى دورا وطنيا كبيرا إلى جانب دوره العالمى.
والأزهر الشريف فى عهد د.أحمد الطيب شهد نقلة نوعية أعادت للأذهان مكانة الأزهر القديمة التى تسمع كلمته العالم أجمع، فأصبحنا نرى زعماء العالم يستمعون لكل كلمة يطلقها الأزهر الشريف ويضعونها فى مكانتها الحقيقية.
ولا أبلغ على هذا الأمر ما يقوله زعماء العالم عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذى سن سنة حسنة من خلال جولاته العالمية التى أحدثت تغييرا فى فهم قادة الغرب، ومفكريهم لحقيقة الإسلام وموقفه من الجماعات المتطرفة.
ولقد رأى الجميع هذا الترحاب الكبير الذى قامت به الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا عند لقائها فضيلة الإمام الأكبر، حيث أكدت أن العالم يعول بشدة على الأزهر والمؤسسات الدينية الكبرى فى تعزيز الاستقرار والسلام العالمى.
وما أعجبنى من اللقاء الذى جمع بين فضيلة الإمام والملكة إليزابيث هو حديث فضيلة الإمام الأكبر الذى استطاع فيه شيخ الأزهر بفطنة العالم أن يوضح لملكة بريطانيا خطأ الفهم الواقع على الإسلام، وحرص الدين الإسلامى على ترسيخ السلام والحوار قائلا: «نحن حريصون على أن نفتح نوافذ الحوار والتواصل مع الجميع، سعيًا لترسيخ قيم التعايش والحوار وقبول الآخر، وتشجيع أصحاب الديانات والثقافات المختلفة على الاندماج الإيجابى فى مجتمعاتهم».
والأمر فى لقاءات وجولات شيخ الأزهر ليس مجرد فقط إيصال رسالة السلام وإنما أيضا توضيح الحقيقة من خلال كشف الحقيقة التى يحاول أعداء الإسلام أن يخفوها عن أهمية الدين فى حياة الشعوب، وإمكانية أن يكون لها دور كبير فى تحقيق الأمن المنشود.
إن شيخ الأزهر يستحق وعن جدارة جائزة نوبل للسلام العالمى حيث يبذل جهودا مضنية فى سبيل ترسيخ ثقافة السلام والحوار ليس فقط فى عالمنا الإسلامى والعربى بل فى العالم أجمع من خلال زيارته لأكبر مؤسسات دينية عالمية كالفاتيكان وكانتربرى وقيامه بعقد لقاءات وفتح مجالات للحوار معها.
إن الأزهر الشريف يحمل ضمن رسالته السامية - يحمل للعالم أجمع- رسالة سلام أركانها الحوار والتفاهيم والعيش المشترك، وآلية تنفيذها التعاون بين مختلف القيادات الدينية فى العالم، وهدفها تحقيق الأمن والسلام للجميع.. ودعاؤنا للأزهر وإمامه الأكبر أن يوفقهم الله لأداء تلك الرسالة التى انتظرها العالم كثيرا من أجل عالم آمن للجميع.