الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«المذيع والحمار»

«المذيع والحمار»






حمار بلدى ولا حمار وحشى؟ هذا هو السؤال الأهم فى الصحافة الغربية، هذا هو الحدث الأبرز والأكبر والأضخم،الذى تناولته المواقع العالمية عن مصر طوال الأسبوع الماضى، سى إن إن،البى بى سى
فوكس نيوز،سى بى اس،التليجراف،الاندبندنت،النيويورك بوست، وغيرها الكثير والكثير .
تغطية موسعة وشاملة لما أسماه بعضهم بفضيحة فى مصر، واكتفى آخرون بالإشارة إلى  أنها،صناعة حمار وحشى .
الحكاية بسيطة ومعقدة فى أن واحد، شاب مصرى اسمه محمود سرحان، طالب، قال إنه زار الحديقة الدولية فى مدينة نصر، فى 21 يوليو، وقام  باكتشاف غريب خلال زيارته.
الحمار الوحشى، ليس حمارا وحشيا، حمار آه،  لكن ليس وحشيا، فالخطوط التى عليه مرسومة، والطلاء «ساح» من الحر، حمار أبيض مدهون بخطوط سوداء وساحت الخطوط من الحر.
الطالب، نشر صورته بجوار الحمار، وبعدها بوقت قليل كانت كل هذه المواقع التى كتبتها لك، وغيرها لم أكتبها، تنشر الخبر بشكل موسع، وبالصور، وتبحث فى تاريخ حديقة الحيوان المصرية، وهل الأمر تكرر مع حيوانات أخرى غير الحمار ! .
وبالطبع لم تجد صعوبة فى القول: إن تلك ليست الواقعة الأولى التى تتهم فيها حديقة حيوان مصرية بمثل تلك الواقعة، حيث توالت نفس الاتهامات بطلاء حمير بلدية لتبدو وكأنها حمير وحشية على حديقة حيوان الجيزة فى العام 2009.
وطبعا المواقع العالمية المهمومة بالحمير ومستقبلها، أضافت بهاريزها كالعادة قائلة: «حديقة حيوان الجيزة، أقدم حديقة حيوان فى إفريقيا افتتحت عام 1891 فى قلب القاهرة، تشتهر بالظروف المعيشية البائسة لحيواناتها البالغ عددها 4500 حيوان.
وتابعت: «فى مصر، حيث يعيش 28٪ من السكان تحت خط الفقر، فإن حدائق الحيوان بحاجة ماسة إلى دخل إضافى، والاعتقاد بأن المرء يشاهد  حمارا وحشيا بدلا من الحمير ربما كان محاولة لجذب الزوار بأى ثمن.
لاحظ الصياغة جيدا، الحاجة الماسة إلى دخل إضافى، فى بلد به 28 % من السكان تحت خط الفقر هى الدافع لدهن الحمار البلدى ليبدو وحشيا!
ألم أقل لك من البداية،أن الأمر كله مثير وغريب
المواقع الكبيرة  نفسها اهتمت جدا بالتواصل مع  اللواء  محمد سلطان مدير مشروع الحدائق المتخصصة بمحافظة القاهرة  للسؤال عن تفاصيل جديدة فيما يتعلق بالحمار.
محمود سرحان الطالب المصرى – لا أعرف ماذا يدرس تحديدا - بات نجما يشار إليه بالبنان، يتحدث للمواقع المصرية والأجنبية  والفضائيات، عن اكتشافه المذهل، وكيف أنه خبير فى الألوان لعشقه للرسم، وأنه من الوهلة عرف أن الحمار ليس وحشيا!
وبغض النظر عن الحمار – وحشى ولابلدى- وهل كما قال اللواء سلطان، إن متعهدا بالحديقة،جار التحقيق معه هو من فعل ذلك، والدولة ليس لها علاقة بالأمر، وأن المتعهد سيتم فسخ عقده مع الحديقة، أو حتى ثبت أن الحمار وحشى بالفعل، كما أشار الدكتور علاء حمودة، على صفحته على الفيسبوك، وقدم صورا من الغابات لحمر وحشية بها نفس الأمر خطوط «سايحة» وتبدو كأنها مدهونة.
أقول بغض النظر عن ذلك مايعنينى هنا هو الاهتمام الكبير بالأمر، وتناوله بشكل موسع، ومستفز، وبصورة تبدو مقصودة بوضوح شديد، وتهدف إلى تصدير مشهد عبثى ومخجل عن مصر!
المثير أن الأخ «مارك زوكربيرج» مؤسس فيسبوك ورئيس الشركة الأضخم والأكثر ربحا فى العالم، حذف «البوست» الخاص بالدكتور علاء حمودة، والذى يقدم فيه مايثبت  من وجهة نظره،أن الأمر كله وارد، وهناك حمر وحشية بالفعل تبدو خطوطها مشوهة، وكأنها مدهونة !
فى المقابل، لم يتردد الأخ مارك فى تعليق  الحساب الشخصى لمذيع أمريكى اسمه «أليكس جونز» لمدة 30 يوما، لأنه يؤمن بنظرية المؤامرة، ويرى أن أحداث 11 سبتمبر صناعة أمريكية ومدبرة بالكامل من حكومة واشنطن.
وأشارت إدارة فيسبوك، إلى أنها أوشكت كذلك على شطب الصفحات المتعلقة بالمذيع أليكس جونز، وبموقعه الإلكترونى (إنفو وورز) من على الشبكة.