
رشدي أباظة
الإسلام فى خطر (٢-٦) المخالف عثمان بن عفان
هل 23 سنة فقط كافية لإبلاغ الدين الخاتم. هل هذه المدة تكفى لأن تكون حجة يحاسب بها الله أهل الأرض. يلتقيهم عقبها فى يوم القيامة. 23 عاما هى مدة البعث المحمدى للبشرية. الرسول الكريم أدى الأمانة. بلغ الرسالة. الحقيقة فلسفة الإسلام العظيمة تكمن فى التفكر الدورى. الانطلاق من المبادئ الهادية التى أرساها الرسول محمد طوال مدة البعث. 23 عاما. ثم ترك للعلم والفقه باقى الإبلاغ. لذلك ورث النبى العلماء ميراث النبوة. لم يورث الأموال والكهنوت. ترك الإسلام الباب مفتوحا للبشرية. الاجتهاد. الفقه. التنقية. المراجعة. ترك الشريعة. تتكون من ثلاثة فصول رئيسية.
1- عقائد وهى ثابتة.
2- عبادات وهى ثابتة ومحددة.
3- معاملات وهى متغيرة. بيت القصيد. مهمة جدا. تشمل كل تفاصيل الحياة اليومية. هذا التغير يستوجب قدرة على التغيير.
الإسلام بلغ العقائد. الله هو المعبود الأوحد. لا شريك له. الإيمان بالأنبياء والرسل. هناك يوم للحساب. القيامة. ثم اعتمد العبادات الرئيسية. صلاة. صوم. حج. زكاة. أفسح المجال للاستثناء. ثم المعاملات. بيت القصيد. تساوى الحياة. يختلف المرجفون مع الإسلام فى الحياة. يقولون يقف ضد الحياة. الذى يقف ضد الحياة هو الذين يرفضون أعمال التغيير مع تغيير الزمن والمكان. قلت أمس إن عمر بن الخطاب بدأ التغيير بعد رحيل الرسول ببضع سنوات. جدد. أعمل الفهم فى معاملات قام بها الرسول نصا. قال إنها لم تعد تناسب الزمان الآن. زمان عمر. قتل سبعة نفر رجلا واحدا. حكم عمر بقتلهم جميعا. خالف نصا. بحكم الرسول والقرآن نفسه. قال عمر. القصاص منهم السبعة. جزاء وفاقا. وجد عمر أن الحكم بالقصاص من القاتل الواحد فقط لا يحقق الردع ولا يحقق غاية القصاص. لكى يحيا الناس جميعا. اجتهد لتحقيق العدل والأمن فى المجتمع. لذلك جعل القصاص من الجماعة بواحد. كان مجتهدا عظيما. عثمان بن عفان. ورث المطلقة بالثلاث طلقات. هل يعقل هذا. نعم يعقل. فعلها الرئيس عثمان بن عفان. ذهب يعود عبدالرحمن بن عوف. كان فى مرض الموت. سأله عن إحدى زوجاته. كيف حالها. قال له طلقتها طلاقا بائنا. ظن الرئيس عثمان أن ابن عوف طلقها لكى لا ترث. ابن عوف فى طريقه للموت. اجتهد عثمان. قال إن المعاملة تجب بنقيض القصد. رأى أن الطلاق هدفه عدم الورث. لم تكن هناك أسباب أخرى. هكذا ظن ابن عفان. حكم حكما تاريخيا بأن ترث مطلقة ابن عوف. خالف عثمان ما قالته النصوص. دار عثمان مع الحياة. لم يدر مع النصوص.
لقد اجتهد عثمان مع النص. لو كان حيا باقيا لحكم الناس بكفره أيضا!
غدا نكمل