الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الإبراشى» و«ساويرس» وثالثهما «المهرب الصغير»!

«الإبراشى» و«ساويرس» وثالثهما «المهرب الصغير»!






جالسا بمكتبى فى «روزاليوسف» أقوم بمتابعة بعض المهام الإدارية المعتادة والروتينية لفت انتباهى اسم أحد الزملاء الحاصلين على إجازة طويلة دون راتب تحت اسم «وائل البراشى»، فى بادئ الأمر تصورته أحدًا غير الزميل «وائل الإبراشى» حتى اكتشفت أنه نفس الشخص وأن «البراشى» وليس «الإبراشى» هو اسمه الأصلى، وأنه لجأ منذ زمن لتغيير اسم شهرته انتسابًا وتمسحًا إلى أحد كبار عائلات المنصورة العريقة!
بالطبع الأسباب معروفة ولا تحتاج لشرح لإقدام الزميل العزيز لهذا التحوير والتغيير فى شجرة النسب العائلى فهو أمر يخصه لكنه كاشف لطبيعة الشخص وكيف يفكر ويرى نفسه ويتسق مع أصوله وجذوره!
 الزميل العزيز وائل «البراشى» أو «الإبراشى» - مش مهم» والذى يتقاضى مئات الآلاف من الجنيهات شهريًا مقابل عمله فى قناة «دريم»، هل له أن يخبرنا لماذا لم يتقاض الكثيرون من فريق إعداده رواتبهم منذ شهر مارس الماضى؟ هل له أن يخبرنا كيف تحول عملهم فى قناة «الحلم» إلى «كابوس»؟ ما الذى فعله من أجلهم؟ لماذا لا يخصص حلقة للحديث عن مأساتهم؟ هل لو اكتشف أن أحدهم ارتكب مخالفة مالية داخل القناة بسبب ظروفه المالية الضاغطة التى يعرفها البراشى جيدًا فلا يفعل شيئًا، هل سيخصص حلقة لتبرير جريمته كما برر جريمة طفل التهريب فى بورسعيد؟! كلها أسئلة فرضت نفسها وأنا أتابعه مستضيفًا مهربًا صغير السن يصنع منه أيقونة وبطولة تماما كما هو الحال مع كل النماذج المشوهة التى تصدرت المشهد أثناء وعقب أحداث يناير!
«البراشى» استضاف طفل بورسعيد صاحب الفيديو الشهير الذى عرف باسم طفل التهريب فى برنامجه لعدة ساعات، لم يسأل فيها وائل نفسه كيف خرج هذا الطفل من منزله فى سوهاج ليتم ضبطه فى بورسعيد بعد أن كان قد أخبر والده أنه متجه إلى الإسكندرية؟ ولماذا لم يسأل الطفل إذا كان مدخنًا أو غير مدخن؟ هل تحرى عن الظروف المادية لوالده؟ لماذا لم يخبر المشاهد كيف تم الإفراج عن الطفل وكيف وصل إلى برنامجه؟ هل تقاضى أجرًا عن ظهوره؟ إذا كان قد تقاضى فهى مخالفة قانونية ساهم وائل فى ارتكابها لأن عمالة الأطفال مجرمة قانونًا، وإذا لم يتقاض فهو استغلال مجانى لمأساة طفل إذا كانت هناك مأساة.
هل للمجلس القومى للطفولة أن يخبرنا بتوصيف ما فعله البراشى؟ أم أن شهرة وائل تمنحه حصانة تخيف المجلس؟!
اللافت أنه جرى تطابق مذهل بين السياسة التحريرية والمنهج وزاوية التناول بين ما قدمه وائل البراشى على دريم وبين المنهج الذى انطلقت به قناتا «مكملين» و«الشرق» الإخوانيتان لاستغلال مأساة «المهرب الصغير» بتكليف من التنظيم الدولى الإرهابى، ولما لا وهو نفس التنظيم الذى استغل الأطفال من قبل وأجبرهم على حمل الأكفان فى رابعة الدم، فهل البراشى له ميول إخوانية إعلامية دفينة؟ أم أن فريق إعداده على اتصال سرى بقنوات الإخوان وهو غير مدرك؟ أم أن أهواء استهداف الدولة قد تلاقت إخوانيًا وإبراشيًا فى لحظة سقوط مهنى؟!
 هل هذه مقدمة لأن نجد البراشى مستضيفًا لطفل إخوانى قد انحرف بعدما حكم على والده القيادى الإخوانى المرتكب لجرائم ضد الشرطة والقوات المسلحة متسائلًا ما ذنب الأطفال؟ اقتداء بمرشد الإرهاب عندما وقف متسائلًا ما ذنب النباتات؟!
على نفس خط ابتزاز الدولة دخل الملياردير «نجيب ساويرس» المشهد من بابه الواسع بزعم تكليف محاميه لمباشرة التحقيقات مع عصابة الأطفال المهربين؟ لماذا لا يخبرنا كيف تم الإفراج عنهم بقرار من الدولة؟ ساويرس أعلن على الهواء مباشرة أنه سيخالف القانون وسيوفر فرصة عمل لهؤلاء الأطفال فى انتهاك صارخ لقانون الطفل، لماذا لا يعلن أنه سيوفر فرصة عمل لعائل هذا الطفل وولى أمره؟ لماذا لم ينشئ مصنعًا فى سوهاج مسقط رأسه ورأس طفل التهريب الذى ضبطته الدولة بالقانون وأفرجت عنه أيضا بالقانون؟ لو أن له استثمارات فى سوهاج لما هاجر الطفل إلى بورسعيد، أم أنه سيوفر للطفل فرصة عمل فى الجزائر أو كوريا الشمالية حيث استثماراته الشامخة البالغة نحو ٢٥٠ مليون دولار؟!
عودة إلى البراشى لأسأله لماذا لم يجر اتصالًا بأحد المسئولين فى الدولة.. فى وزارة التضامن مثلا؟ لكى يعرض وجهة نظر الدولة ولنعرف ما هو الوصف الحقيقى للجريمة المرتكبة؟
 لماذا لم يركزعلى ظروف القبض على الطفل الجالس أمامه.. ولم يخبرنا بملابسات الإفراج عنه؟ هل تم الإفراج على ذمة القضية أم تم حفظها لأن الدولة قد راعت حداثة سنه وقدمت دورها الاجتماعى على دورها القانونى؟!
إذا كانت القضية ما زالت قائمة  استمرت حتى حكم على الطفل فهل سيخرج وائل وقتها ليتدخل فى شئون القضاء؟ أم أنه سيمارس ابتزازًا إعلاميًا للقضاء المصرى الشامخ وسيتهمه حينها بافتقاد روح القانون وافتقاد الإنسانية؟!
هل يعرف البراشى شيئًا عن «روح الإعلام»، أم أن هناك تنسيقا خفيًا بينه وبين ساويرس لأهداف لم يكشف عنها بعد؟!
هل يعتقد البراشى أنه يمكن العودة إلى إعلام ما قبل٢٠١١ حيث ابتزاز الدولة وإجبارها على الهرولة نحو احتواء المبتزين.. من أوحى له أن دولة ٣٠ يونيو يمكن أن تخضع لذلك؟
 هل هناك تنسيق خفى بين البراشى وأحمد بهجت لرفع السقف من أجل بيع القناة بأعلى سعر؟ لماذا لا يبادر بهجت بتشغيل طفل التهريب فى «دريم بارك» المملوكة له حيث العمل واللهو معًا؟ أم أن بهجت لا يستطيع مخالفة القانون بينما «وائله يدعوها للسكوت عن جريمة تهريب؟!
هنا يبقى دور المجتمع الذى لا ينبغى أبدًا أن ينخدع أو يستجيب لممارسات إعلامية تتلاعب عمدًا بالمشاعر من أجل أوهام السبق والانفراد على حساب القانون.. ليس هكذا تدار الدولة.
 انظر إلى وجه البراشى ستجد ملامحه وقد تطابقت تمامًا مع ملامح وجه الهارب محمد ناصر الذى دعا إلى قتل الضباط والجنود على الهواء مباشرة، بينما يدعو  البراشى إلى قتل القانون على الهواء مباشرة.
هذا ما يحدث عندما يعجز أمثال البراشى عن مواجهة جمهوره بحقيقة اسمه، ربما يكون «الإبراشى» اسمًا مصطنعًا أكثر جذبًا للإعلانات والمعجبات.. ربما.