
رشدي أباظة
الاسلام فى خطر(٥-٦) الدين فى المتحف!
بدأت فكرة محاربة التطوير ومواكبة كل مستجد من داخل الوعاء الإسلامي منذ اليوم الأول لرحيل الرسول محمد . المجددون وعوا عظمة الإسلام المكتنف بالسر الكيير . السر الذي جعل منه آخر الأديان وأكملها . الإسلام مكتمل الصلاحية . حتي يرث الله الأرض ومن عليها . جدد أبو بكر وعمر وعثمان وعلي . الخلفاء الأربعة . قتل النواطير منهم ثلاثة . نواطير الإسلام وكهنته . قتل الخلفاء الثلاثة أكد صعوبة سريان سر الإسلام بين البشر . جعلت من عظمة الإسلام لغزا عظيما . صارت سر الأزمة . حقق المسلمون الأوائل نجاحات كبيره عندما عرف بعضهم أسرار التجديد والتطوير . نطقت العقول . والألباب صارت علي مستوي الرسالة . بدأ عصر النهضة . تحولات كبري في فهم العقيدة والمعاملات . رغم زيادة أعداد الكهنوت . قتل علماء ورؤساء وأمراء . في المقابل كانت المسيحية تقطر دما . رجال الدين قتلوا المحبة . حروب بإسم الصليب وحكم كهنوتي مميت . انتصر المسيحيون علي القتلة . عادت العقيدة للمحبة . في ذلك الوقت أصاب الإسلام ما أصاب المسيحية الأولي . سيطر الكهنوت . وقفت معاول التجديد . جمود أصاب الاسلام عند الأئمة الأربعة . ثم فرض النواطير قدسية كهنوتية علي اجتهادات الأئمة الأربعة . الأئمة الأربعة الذين جددوا زمانهم وأماكنهم . لم يقف التجدبد عندهم فقط . بل جعلوا مخالفتهم مخالفة للعقيدة . صارت المشكلة كبيرة . لا تجديد للإسلام ولا تجديد عن قول الأولين . بدأ عصر التنوير في أوروبا . ثورة صناعية وثورة حياتية هائلة . جني علي إثرها البشر . صارت المسيحية قمرا منيرا . توقف الإسلام . دخل متحف التاريخ . صار الديانة الثانية في العالم . صار متهما في كل شيئ . منفرا . صار الإسلام في عيون الناس مجموعة أفكار تراثية عفا عنها الزمن . السبب في ذلك رفض إعمال التطوير والتحديث . حاصر رجال الدين الإسلام . كما حاصروا من قبل المسيحية . حصارا لا يليق بعظمة الدين الذي ارتضاه الله للناس . جعلوا منه قراطيس . التقاعس في التجديد أدي إلي انفصال سلوك عموم المسلمين عن النص الإسلامي . ومن ثم فقد النص قيمتة . لأن المخاطب سيظهر غير ملتزم بالخطاب . عدم التجديد منح الجماعات الإرهابية أسانيد شرعية خارج سياقها الزماني والمكاني . لقد أضحي الفهم المغلوط . الرافض لعملية التحديث هو فهم مغلوط لحقيقة الذات الإلهية . الله وحده هو الثابت . سواه متحرك . متجدد . خضوعا لحركة الزمان والمكان . الخلط هنا يعبر عن خطأ عقائدي محض . أدخل هؤلاء الإسلام المتحف . لقد فوجئ المسلمون بإختراع الراديو والتليفزيون وصنابير المياه والكهرباء والميكرفون والمصابيح . البنوك . الأقمار الصناعية . الانترنت . الصحافة والاعلام . الكهرباء . التصوير . وقف المسلمون يسألون الإسلام . ما حكم كل هؤلاء . حلال أم حرام . نستخدمها أم لا نستخدمها . لم يجب الإسلام . أسقط في يد المسلمين . لقد حاصر المسلمين الإسلام . أفقدوه توازنة في عيون الناس . لدي الإسلام الإجابة بالطبع . يدور مع دوران البشر . صالح لكل شيئ . خاف الحراس . قالوا في البدء بحرمة كل هذه الإختراعات . أصبح الإسلام في واد . ومصالح الناس في واد . هزم الواقع رجال الدين . صارت الحياه دون هذه الاكتشافات ضربا من ضروب الجنون . خشع هؤلاء . قالوا بالجواز بعد أن قضت عليهم الحقيقة . لايزال جلهم يرفض حتي الآن .الخوف من التجديد ضعف بشري . لا ينبغي أن ينسحب علي الإسلام . الخوف من التجديد كما لو كانت الفكرة الاسلامية الإلهية هشه ويمكن ابطالها . والتشكيك فيها . هذا ما جناه المسلمون!