الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسلام فى خطر (٦-٦) الثورة الدينية الإلهية

الإسلام فى خطر (٦-٦) الثورة الدينية الإلهية






لو أحيا الله الموتى. وبعث الرسول محمد وصحابته الذين بذروا الإسلام فى الأرض كشجرة طيبة. ووجدوا العالم على ما هو عليه الآن؟ سيارات. طائرات. قطارات سفن فضاء. انترنت. هواتف. وسائل اتصال. صحف. فضائيات. سوشيال ميديا. استنساخ. قنابل نووية. وهيدروجينية. صواريخ. ناطحات سحاب. غواصات بحار. أقمار صناعية. زرع أجنة. بنوك. بترول. دول وطنية. وقومية. حدود. هوية شخصية. جواز سفر. تخيل. كل ذلك لم يره ولم يعرفه رسول الدين الخاتم إلى الإنسان. لو رآه الآن لحسبه لجة. لكشف عن عقله.

لو لم يكن الإسلام دينا صالحا للتعامل مع كل هذه الظواهر الحياتية المستجدة هل كان استحق النبى محمد أن يقع عليه اختيار رب الأراضين أن يكون آخر المرسلين. الإجابة أن الإسلام دين عظيم. قابل للتعامل. رجال الدين وقفوا حجر عثرة أمام كل هؤلاء. فى البدء حرموا كل جديد. كما فعلت المسيحية. رجال دين الإسلام حرموا مشروب القهوة فى القاهرة ذات مرة. قالوا عنها مسكرا. خمرا. لا لشىء إلا لأنهم حبسوا الإسلام. ذلك العملاق الفذ. قيدوه بقيد جعله مجرد تمائم. تمائم يتلوها المجاذيب بين المحاريب.

لو أن الرسول محمد بعث الآن لاستطاع أن يصلى العشاء جماعة فى المسجد الأقصى ثم يعود إلى مكة ينام على سريره ثم يصحو ليصلى الفجر تحت سفح الكعبة. ما كان على أيامه صلى الله عليه وسلم معجزة حياتية لم يعد الآن. الطيران السعودى أو المصرى يفعل ذلك الآن فى غير إعجاز. يستطيع أن يذهب إلى القمر الذى انشق دون أن يقول الناس سحر مستمر. لو أن الرسول الكريم بين ظهرانينا الآن لركب سيارة بورش. Bmw. مرسيدس. لما لبث الدشداشة والعقال. لارتدى أفخم الملابس من باريس. ربما اختار مدينة دبى للعيش فيها. أو نيس جنوب فرنسا. أو الساحل الشمالى فى مصر. لقام بثورة دينية. الثورة الدينية الآن عمل دعوى فى حد ذاته. يثبت للآخر أنه أمام دين صالح للزمان الحالى. يصلح لإعمال العقل فيه. ليس مجرد أفكار تاريخية نزلت فى بوادى الجزيرة العربية. ومن ثم لم تعد صالحة فى لندن وكاليفورنيا والأقصر ونيودلهى وكانبرا وأبوجا وبيروت وبيونس آيرس وبكين وسان بطرسبرج.  عدم وجود ثورة تحديث للإسلام هو تغييب متعمد لفريضة دعوية. الإسلام يحتاج ثورة تجديد عارمة. لقاتل الذين فرقوا دينه وكانوا شيعا. لأنه ليس منهم فى شىء. لأنهم أطفأوا سر الإسلام. سر الجلال السرمدى. لأنهم حاولوا قبره. الخوف من تحديث الإسلام ضعف بشرى لا ينبغى أن ينسحب عليه. عدم ثقة الحراس والنواطير فى أنفسهم. لا تنسحب على عدم ثقة فى الإسلام. الثورة الدينية تشمل شيئا مهما جدا. هو التفرقة بين النص الإسلامى. والممارسة الإسلامية لتفاصيل الحياة. الأخيرة تقوم على مبدأين مهمين:
1-إعمال العقل
2-الأخذ بالأسباب

العقل هو مناط التكليف. هو وسيلة البشر لإدراك وجود المولى عز وجل. عدم التجديد هو دعوة وتحريض على عدم إعمال العقل. أى الخروج الاختيارى من مجال التكليف. والانسحاب من المسئولية.  هذا المنطق هو تجاهل متعمد لإرادة الله التى أقرها فى البشر. أنت إنسان مكلف إذن أنت مأمور بالتفكير. التفكير الذى سيؤدى إلى التغيير. وصولا إلى التجديد. الإعراض عن هذا يؤدى إلى أن يظهر الإسلام بأنه قاصر عن مواكبة العصر. الأمر الذى ينسب المرجفون للذات الإلهية هذا القصور.
هذا ما تسببه الممارسة الإسلامية الخاطئة لله فى الإسلام. نحتاج ثورة لا تبقى ولا تذر. تنقية الفقه السياسى. تنقية التراث. تنقية الأحاديث. إدخال العلوم الإنسانية فى المناهج الدراسية لعلوم الدين. إعادة إحياء فتاوى التجديد التاريخية. إلغاء وظيفة رجل الدين. العلم والتخصص. تقويض مناح الفقه التاريخى. لهذا كله وكثير غيره كان الله هو الثائر الأكبر!