
احمد رفعت
شاهد على اختيار مدرسى «اليابانية»!
تشرفت بأن دعيت للمشاركة فى اختيار مدرسى المدارس اليابانية.. الدعوة كريمة لا شك فى ذلك.. والهدف منها مشاركة مجتمعية لاختيار نوعية خاصة من المدرسين يحتاجهم وطننا فى مشروع تعليمى متميز ومختلف نعلق عليه آمالا كبيرة جدا.. كما فيه من رقابة المجتمع ما يكفى لطمأنة الناس ليس على أولادهم فحسب وإنما على مستقبل التعليم فى مصر!
تربيون وأساتذة جامعيون يتصدرون المشهد ويشكلون لجانا يلتقون المتقدمين لمدة تقترب من الثمانى ساعات يوميا فى أماكن خصصت لذلك ونظمت جيدا فى أحد الفنادق على درجة أقل من الخمسة نجوم بإحدى ضواحى القاهرة.. هذه الأماكن تضمن وجود متقدم واحد فقط أمام اللجنة.. يتم سؤاله فى كل ما يخطر على بال أى أحد.. من السلوك التربوى إلى المناهج.. ومن التعامل مع الأطفال إلى القدرة على التعامل مع الطوارئ ومع الأطفال ومشكلاتهم بل وأولياء الأمور على مختلف مستوياتهم.. ومن المعلومات العامة إلى أسئلة فى اللغات.. ليس مهما أن يكون المتقدم حاصلا على البكالوريوس أو الليسانس بتفوق ولا حتى يحمل شهادة فوق عليا من الماجستير أو الدكتوراه.. المهم أن يكون مهيئا على صنع جيل جديد من المصريين ينشأ بشكل مختلف ويتعلم بشكل مختلف ويفكر ويحلل ويستنتج وليس أن يحفظ وينقل كما تخرجت وخرجت أجيال وأجيال سابقة!
المتقدم يغادر المكان ولا يعرف أى شىء عن نتيجته ويترك الاستمارة المخصصة لذلك وفيها تفاصيل التفاصيل والاستمارة نفسها برقم كود بما يمنع التدخل ويحظر التداخل ويضمن الشفافية الكاملة!
دورنا ينتهى عند هذه الخطوة على أن ترفع التقييمات الرقمية لمستوى آخر اعتقادنا أن بها تصفية جديدة حتى ينتهى الأمر بغربلة كبيرة وحقيقية لكل المتقدمين وبما يضمن وصول كادر متميز قادر على إنتاج جيل مختلف!
التجربة فريدة.. ومطمئنة.. ولا ينبغى أن تنتهى بانتهاء اختيار المتقدمين.. إنما يجب نقلها إلى اختيار المتسابقين فى أماكن أخرى.. وبما يزيد من فرص اختيار الأكفأ باستمرار وأيضا بمن يعيد الثقة فى طرق ووسائل اختيار شاغلى الوظيفة العامة!
نتفاءل بمشروع المدارس اليابانية.. شرط أن يستمر بقوة الدفع الأولى وانطلاقة البداية!0