نجاحات أمنية

فى هدوء شديد ومن دون صخب أو ضجة حقق الأمن فى الاسابيع القليلة الماضية سلسلة من الضربات المؤثرة لجماعات الإرهاب كاشفا عن مجموعة من الخلايا ومخططات تستهدف مناطق مختلفة من البلاد بأعمال إرهابية مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك.
الضربات الناجحة سواء بضبط إرهابيين أو تصفيتهم جسديا فى اشتباكات متبادلة بعد تحديد أماكنهم، وما تم العثور عليه من أسلحة وذخائر ووثائق ومخطوطات وأموال يؤشر الى مجموعة من الدلائل المهمة عن حال الإرهابيين وتعامل الدولة فى مواجهتهم.
أولاً: إن عملية سيناء 2018 حققت نجاحات مهمة تظهر مؤشراتها فى الهدوء والاستقرار داخل مدن الشمال وتراجع عمليات الإرهابيين فى شبه الجزيرة، والكشف عن مخابئهم والأوكار التى يختبئون فيها، وتحقيق ضربات مكثفة قضت على أعداد منهم، واختفاء ما تبقى محاولين الفرار من عمليات تعقبهم ومطارادتهم، وهو ما دفع بجماعة مثل «الإخوان الإرهابية» لتنشيط عناصرها فى محافظات عدة لتنفيذ عمليات فيما يبدو تستهدف رفع العبء عن إرهابيى سيناء من ناحية ومحاولة رفع معنويات عناصر التنظيمات التى تأثرت بشدة جراء الهزائم المتكررة والمتلاحقة التى نالوها.
ثانيا: إن الأجهزة الأمنية تمكنت من تطوير أدواتها وأجهزتها المعلوماتية فى رصد عناصر الإرهابيين على امتداد خريطة الوطن، وتحديد عناقيد جديدة فى هذه التنظيمات ومداهمة أوكارها ليست فقط التى يعيشون فيها وإنما أثناء اجتماعاتهم أو أثناء التحضير لعمليات جديدة وهو تطور مهم كونه بداية التفوق فى مجال الأمن الوقائى والقدرة على إجهاض العمليات قبل وقوعها.
ثالثا: فشل إرهابى مسطرد فى تحقيق هدفه بتفجير كنيسة العذراء وتفجير نفسه قبل ضبطه بلحظات تعنى أن النجاحات التى تحققت والخطط التأمينية المُتبعة حققت أهدافها بإرباك الإرهابيين والتأثير السلبى على قدراتهم التدريبية وإفقادهم قدرات المبادرة التى تمثل أخطر عناصر العمليات الإرهابية.
رابعا: العمليات التى تتم سواء فى سيناء أو فى صحراء محافظات الصعيد لمطاردة إرهابيين فى كهوف الجبال والنجاح فى الوصول لهم عبر الدروب والممرات الصحراوية بالغة التعقيد والصعوبة؛ تشير إلى امتلاك عناصر مكافحة الإرهاب فى الجيش والشرطة قدرات قتالية ومهارية متطورة ذات مواصفات تتيح لهم التفوق على الإرهابيين.
خامسا: كل المؤشرات تقول بوجود خطط تدريبية عالية المستوى والجودة لعناصر مكافحة الإرهاب وتطور واضح فى الأجهزة التكنولوجيا والمعدات المُستخدمة بما يساعد ليس فقط فى ضبط الإرهابيين وإنما أيضا - الحمد لله - فى تقليل خسائر القوات وعناصرها المختلفة التى تثبت نتائج عملياتها ترسخ روح الوطنية والفداء فى نفوسهم.
سادسا: كل ماسبق يؤكد وجود منظومة إدارية تنسيقية تدير عمليات مكافحة الإرهاب وفقا لخطط وتصورات محددة، تمكنت من استيعاب التجارب السلبية السابقة والتعامل معها، وتطوير رؤى وأساليب المواجهة بتناغم بين تأمينات الحدود الخارجية والسيطرة على الطرق والضروب وجمع المعلومات ورصد الإرهابيين وتوجيه الضربات الناجحة ضدهم.
لا يعنى كل ما سبق أن الإرهاب اختفى من البلاد بالعكس فهذه النجاحات فى مواجهته ستدفعه لمحاولة الانتقام وإثبات وجوده، لأننا لا نتعامل مع جماعات إرهابية محلية وإنما مجموعات إقليمية ودولية لها اتصالاتها السياسية مع أجهزة مخابراتية لدول يهمها استمرار اشتعال النيران فى المنطقة بشكل عام ومصر بشكل خاص.
الأهم من النجاح هو استمرار النجاح