
رشدي أباظة
د.عمار على حسن.. السياسى يقتل عقله (٢-٢)
يمعن الدكتور عمار على حسن فى خلافه مع الدولة. النظام. لا يريد أن يمنح عقله فرصة. أن ينظر فى تؤدة إلى ما آلت إليه البلاد. ثورات ترهق أى بلد فى العالم. الأسباب أرغى فيها وأزبد. لا حاجة للتذكير. حسن يرى الدنيا بعين السياسى. لايريد أن يراها بعين الحاجة. يوغل الآن فى الصدام. يرفض الحوار. الرؤية عن قرب. المعرفة من يقين. دعى حسن مرارا ليكون على علم. رفض.
يقول أن مايريده قوله يكتبه فى الصحف. لكن مداد المعرفة من أين. مصادر المعرفة أحد أطرافها الطرف المباشر. العنعنة ليست معرفة. تضيع الحقائق فى الطريق. أو تخضع لهوى. يكتب الدكتور عمار عن تشويه النخبة. يقول إن الدولة وراء التشويه. أسأله فى تؤدة. من الذى شوه النخبة. الذين قدموا الإخوان للناس. جعلوهم ملائكة وهم يعلمون. أم الدولة. من الذى سوق الفوضى وجعلها ثورة وحرية. النخبة أم الدولة. من الذى جعل ثلة من المأجورين يتسيدون المقاعد الأولى بعد ثورة يناير. النخبة أم الدولة. أخطاء النخبة لا حصر لها. الدولة أخطأت بالطبع. كانت سببا رئيسا فى ما جرى ويجرى. لكن حسن يسأل عن الدولة. لماذا تفعل كل هذه المسالك.
حسن يقول المعانى قبل المبانى. ويقول إنه منع بفعل فاعل من الكتابة. الحقيقة أن حسن يكتب فى الخارج بلغة. وفى الداخل بلغة أخرى. فى صحف الخليج لا يستطيع أن يكتب عن الحرية التى يقول إنه وهب نفسه دفاعا عنها. فى القاهرة يكتب عن تداول السلطة والتغيير والثورة. فى الخليج يكتب عن الحب والمشاعر السياسية. فى القاهرة يكتب عن القتل والمؤامرات وشيطنة الدولة. هل يتجزأ المبدأ.
نسأل د. عمار. لماذا الخليج بوجه. والقاهرة بوجه. لم يمنع أحد حسن فى القاهرة. يمنح الفرصة فى الخارج. حسن يتحدث عن التغيير فى مصر. هل يتحدث عن التغيير فى إحدى الصحف الخليجية التى يكتب فيها. مستحيل. القاهرة تتسع وهناك لا يسع أحد أحد. هذه دعوة للمفكر أن يعود إلى العلم والصواب. لا يكيل بمكيالين. يمنح نفسه فرصة يلتقط فيها أنفاسه. فهل يفعل حتى لا يفقد حياد العلم والفكر. دعنا نرى؟