الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القمامة الإلكترونية

القمامة الإلكترونية






ترى ما هى الأفكار التى ستدور برأسك عندما ترى جامع القمامة يعبث بمحتويات صندوق القمامة الخاص بك والذى وضعته مساء خارج باب شقتك قبل أن يحمله إلى العربة المخصصة لذلك.. كثير منا مر بهذا المشهد بين فضول وإعجاب وندم على عدم استغلال القمامة والمخلفات على الوجه الأمثل كما يحدث فى دول أخرى كثيرة.. عفوا.. فمنظومة تدوير المخلفات ليست هى موضوع المقال.. السؤال.. ما رد فعلك إذا استيقظت صباحا فوجدت نفس العامل يعبث بكيس القماما داخل شقتك؟!.. الوضع سيختلف كثيرا..هذا ببساطة هو الفرق بين الخصوصية والنطاق العام.. باب الشقة هو الفيصل..وجود القمامة خارج المنزل أو داخله...هذا بالضبط ما يحدث لك عند استخدام شبكة الإنترنت وبالأخص شبكات التواصل الاجتماعى.. ما تضعه عليها من صور وأخبار وبيانات ومعلومات تكون فى الأغلب مرئية بواسطة الجميع.. ليست محفوظة فى مكان خاص كالبيانات التى لا تدلى بها على هذه المنصات العامة.. وكما يقولون إنه بتحليل القمامة يمكن أن تصل إلى الكثير من المعلومات عن صاحب المنزل فإن الأمر نفسه يحدث لبياناتك التى تضعها على شبكة الإنترنت.. لا تندهش أن تعرف الناس على أصدقائك.. على هواياتك.. فريقك المفضل محليا وهالميا.. مطربك المفضل..أين قضيت الصيف الماضى وماذا فعلت..دراستك.. اتجاهاتك السياسية والدينية والرياضية.. آراؤك وخططك المستقبلية..تحليل كامل لشخصيتك ومزاجك النفسى وهما الأخطر.. بهذا التحليل يمكن التوصل إلى مفاتيح شخصيتك التى قد لا تكون أنت نفسك تعرفها بهذا الوضوح.
هذا يحدث ببساطة نتيجة ربط وتحليل بسيط (أو معقد) لما وضعته أو بتعبير أدق «تركته طواعية» فى النطاق العام (Public Domain).. الخطورة الأكبر عندما يستخدم أحدهم هذه المعلومات للإيقاع بك أو بأحد أفراد أسرتك.. أو لتغيير ثقافتك أو انتمائك لبلدك أو دينك أو تغيير المثل والقيم العليا والتى لا يمكن باء الأمم بدونها.. ناهيك عن الابتزاز المباشر لك..ماديا ونفسيا.. قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الذى صدر هذا الشهر هو خطوة مهمة جدًا.. التوعية بالأهمية والخطورة وزيادة وعى المواطنين هى الخطوة المهمة والفارقة حاليا.. فالوقاية خير من العلاج.. وللحديث بقية.