طارق مرسى
نجوم الشعب «قدوة حسنة» فى معارك الوعى
للفن دور مهم فى معارك الوعى والتنوير ويظل هذا الأثر ممتدًا وعابرًا للأجيال، فمن ينسى أغنيات أم كلثوم والعندليب حليم وشادية وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وبليغ حمدى والموجى وأشعار “الأخوين” مأمون وكامل الشناوى والأبنودى وجاهين وأحمد شفيق كامل، وأفلام “الله معنا” و”رد قلبى» و”فى بيتنا رجل” و”الباب المفتوح» و”غروب وشروق» على مدار 15 عامًا بعد قيام ثورة يوليو.
منذ عام 1955 وقت خروج فيلم “الله معنا” وفيلم “رد قلبى” عام 1957 للنور بعد أعوام قليلة من ثورة 23 يوليو حتى عام 2020 بعد 7 أعوام من ثورة 30 يونيو ومولد ثلاثية “الاختيار” والدور الوطنى للفن ممتد وموصول بأعمال خالدة، نتذكر معها نجوم الشعب المؤثرين ورموز القوة الناعمة من فاتن حمامة وشكرى سرحان وصلاح ذو الفقار ورشدى أباظة وعمر الشريف وسعاد حسنى حتى أمير كرارة وكريم عبد العزيز وأحمد السقا وياسر جلال.
ومن هنا كانت أهمية الغناء وقيمة السينما والأعمال التى تكتحل عمومًا بالطابع الوطنى وتوثق الأحداث العظمى فى تاريخ الوطن.
أتوقف هنا على عتبة السينما وتحديدًا فيلم “رد قلبى” كنموذج، ذلك الفيلم الأيقونة المضيئة على مدار 67 عامًا ونحن نحتفل بالذكرى الـ72 على الثورة المجيدة الذى كتبه الأديب يوسف السباعى وأخرجه المبدع عز الدين ذو الفقار وهما من أبناء خير أجناد الأرض ونستعيد قصة صراع “على” و”حسين” ابنىَّ الجناينى و”إنجى” و”علاء” ابنىَّ الباشا وكيف انتصر الحب كما انتصرت الثورة، هذا الفيلم الخالد الذى حصد إعجاب الرؤساء من الرئيس جمال عبد الناصر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يعتبره فيلمه المفضل كما انتزع إعجاب أبناء الشعب وعبر قلوب كل الأجيال أمس واليوم وغدًا.
ففى عام 1957 تقدم المخرج السينمائى عز الدين ذو الفقار إلى القيادة العامة للقوات المسلحة بطلب إمداده بأسلحة وذخيرة حية وعدد من الجنود لاستخدامها فى تصوير بعض اللقطات فى فيلم “رد قلبى” الذى ينوى تصويره، ونشرت مجلة “روز اليوسف” عام 1957 بأن وافقت القيادة العامة للقوات المسلحة على الطلب وأمدت المخرج بالأسلحة المطلوبة مع مجموعة من الخبراء العسكريين للإشراف على العمليات العسكرية أثناء تصويرها بطولة شكرى سرحان ومريم فخر الدين وصلاح ذو الفقار وحسين رياض الذى أدى دور الريس عبد الواحد، فردوس محمد، وهند رستم، وأحمد مظهر فى دور البرنس علاء، أحمد علام الذى أجاد فى دور الباشا، كمال يس الثورى المناضل، وزهرة العلا، إنتاج آسيا.
عظمة هذا الفيلم تصنيفه بأنه أحد أهم أفلام السينما المصرية المهمة، وأيقونة من أيقونات ثورة يوليو ويعد من أهم الأفلام التى تناولت معاناة الشعب المصرى قبل الثورة من خلال قصة حب الأميرة “إنجى» ابنة الباشا لابن الفلاح البسيط، وتجلت أهميته وتأثيره بحصوله على المركز الثالث عشر ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية فى استفتاء النقاد، تم تصوير الفيلم بقصر الأمير يوسف كمال الشهير الآن بقصر الطاهرة.
روعة هذا الفيلم على المستوى الفنى أنه قدم لنا ممثلًا عملاقًا وهو أحمد مظهر فى أول أدواره بالتمثيل فى هذا الفيلم ولأول مرة للسينما فى أول أدواره، بعد أن وافق الرئيس جمال عبد الناصر على أن يتفرغ البكباشى حافظ مظهر وهذا كان اسمه قبل عمله بالسينما للتمثيل بالسينما، فكانت أول أدواره دور البرنس علاء فى “رد قلبى” وحصل بسببه على لقب الفارس.
الرئيس جمال عبد الناصر حضر العرض الأول للفيلم، وتأثر بأداء الممثل العملاق حسين رياض الذى جسد دور الريس عبدالواحد ببراعة، ثم منحه الرئيس الخالد جمال عبد الناصر وسام الفنون عام 1962 عن دوره التاريخى فى الفيلم قبل رحيله بثلاث سنوات.
وتظل الأعمال الوطنية تاجًا ووسامًا على صدر كل فنان من نجوم الشعب وبرتبة “قدوة حسنة” فى كتالوجه الفنى، من فاتن حمامة ورشدى أباظة وشكرى سرحان وصلاح ذو الفقار حتى أمير كرارة وكريم عبد العزيز وياسر جلال والبقية تأتى فى حب مصر.