الخميس 10 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الراقصة والجلاد (٢-٢)

الراقصة والجلاد (٢-٢)






يسألون. لماذا الأستاذ مجدى الجلاد. لماذا التناول الآن. وقد أضحى الرجل شيئًا من الماضى. لم يعد شيئًا مذكورًا.
تقول الإجابة : نموذج الجلاد هو أحد أهم وأبرز الأمثلة التى جعلت الدولة تأخذ موقفًا من الإعلام. هو مثال حى على عدم توقير الدولة لمهنة الإعلام. وإن شئت قل عدم احترامها. الأستاذ الجلاد تقلب فى السنوات العشر الماضية بين جنبات الخطيئة.
صار حائطًا يرسم عليه المسئول خطة الانتقام من المهنة التى كانت سببًا فى إثارة الفوضى فى يناير وتسويق الإخوان المسلمين. السلطة لها دور. لا شك. دور رئيس. لا شك. لكن نحن الآن نتحدث عن تزيين الفوضى فى عيون الناس. تمجيد الانفلات. نموذج الأستاذ الجلاد لايزال يذكره الناس. ويرون آثاره. نموذج حول مهنة الصحافة من مهنة للرأى إلى مهنة للسمسرة بين الدولة وبين مجموعات المصالح. رجال الأعمال. نموذج ساهم فى ترسيخ وهم بأن الإعلام شريك فى إدارة الدولة. الأستاذ الجلاد رواية لم تكتب بعد. رواية دموع صاحبة الجلالة تمثل فصلًا من فصول نموذج الجلاد. نموذج تحول مجموعات إعلامية إلى أداة فى أجندة سياسية دولية للضغط على الدولة وتمرير الفوضى الخلاقة.
لقد تحولت مهنة الإعلام على يديه وأمثاله إلى وسيلة لتسريب غطاء التمويل السياسى. التمويل الحرام المغموس بدماء ضحايا فوضى الثورات الآثمة.
كيف تحول هؤلاء من مقدمى برامج ورؤساء تحرير إلى نجوم شباك على حساب المهنة والجمهور. ما فعله الجلاد وأعوانه كاد يعصف بالدولة فى شتاء ٢٠١١. بحياة ٩٠ مليون مصرى آنذاك. رغم ذلك يتمنون تكرار ما اقترفوه لمجرد العودة للمشهد مرة أخرى. انحسار مكالمات الإطراء والإعجاب والتمجيد والتفخيم أصبح نارًا تلظى. لقد كان رنين الهواتف يحقق لهم ذواتهم الممقوتة. الأستاذ الجلاد احتراف مزاوجة رجال الأعمال. من المهندس صلاح دياب الذى لفظه. إلى حسن راتب. المهندس محمد الأمين. د. سيد البدوى. آل كرارة. نجيب ساويرس. المهندس هشام طلعت مصطفى. ممدوح إسماعيل مالك عبارة السلام الغارقة فى البحر الأحمر خريف ٢٠٠٦. بين كل هؤلاء تقلب الجلاد. ارتزق منهم. حاول مع رجال أعمال الإخوان بعد ثورة يناير لكنه لم يفلح. المكالمات الهاتفية لدى أجهزة الدولة تكشف عنه الكثير والكثير.يحاول الآن مع المستشار ترك آل شيخ. لن نتحدث عن حياة الرجل الشخصية. ملكه. لا شأن لى بها. ما يعنينا الآن هو ما يحاول إعادة الكرة مرة أخرى. حاول الجلاد تقديم نفسه لدولة ٣٠ يونيو. دولة ٣٠ يونيو ترفضه. لا ترضى بمن أكل على كل الموائد. لو أراد الوسط الصحفى أن يعرف كنه كره الدولة للصحافة فلينظر الى الأستاذ الجلاد ويمقته. قبل بضع سنين حاول أحد الكتاب الكبار أن يكتب رواية عن نموذج صحفى ضارب فى الانتهازية والفساد يؤرخ فيها للمرحلة الحالية. كان الكاتب يقصد شخصًا بعينه. أنا أهمس فى أذن الكاتب الكبير.
الأستاذ مجدى الجلاد هو بطل روايتك الخالدة. معلوم أن فى الوسط الصحفى الآن نموذج يشبه الأستاذ الجلاد. يتولى منصب رئيس تحرير إحدى الصحف. نعم. حقيقة. هما صديقان. شريكان. دوره آت فى القريب. خاب من افترى. وعلى البغاة تدور الدوائر!