منحنى الجرس

قديمًا قالوا.. الشىء  إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.. فى البداية قد لا تستطيع تقبلها أو فهمها.. هل إذا ذاكرت أكثر من اللازم ترسب وهل إذا أكلت أكثر من اللازم تصاب بالهزال؟!
 الحقيقة أن كل شىء فى الحياة يخضع لهذه القاعدة.. قاعة منحنى الجرس The Bell Curve القليل جدًا والكثير جدًا من أى شىء تكون لهما نفس الخصائص.. من يأكل قليلًا جدًا يصاب بالهزال والأمراض ومن يأكل كثيرًا أيضًا.. الشخص شديد الفقر والشخص شديد الثراء يتشابهان فى الكثير من الخواص.. من يذاكر قليلا لا يجيد فى الإجابة فى الامتحان ومن يذاكر كثيرًا جدًا أيضًا قد يصل لنفس النتيجة - أعرف زملاء دراسة من طرفى منحنى الجرس.
الضحك الكثير يميت القلب ويحيل صاحبه إلى كأبة شديدة.. من يتحدث كثيرًا لا يسمعه أحد كمن لا يتحدث على الإطلاق.
 توجد نقطة فى المنحنى هى النقطة المثالية وعندها تكون كمية الأكل لازمة لصحة قوية وكمية المذاكرة كافية للتفوق الدراسى وكمية الضحك مناسبة لاستمرار الحياة.. وكمية من الثروة لنفس الغرض.
هذه النقطة فى منتصف المنحنى تمامًا حيث يعتبر ما بعدها هو بداية الانحدار فى الاتجاه العكسى..
الحديث الشريف يلخص الأمر فى ثلاث كلمات.. «خير الأمور الوسط».
فى عصر المعلومات نتعرض لنفس المنطق.. كثرة المعلومات بلا ضابط أو رابط مثل ندرة المعلومات وقلتها.. لن تصل بنا إلى النتيجة المرجوة.. يطلق عليها Information Overload.. وفى التكنولوجيا أيضًا.. قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.. وأيضًا قانون حرية تداول المعلومات.. قوانين مهمة وأساسية لتنظيم الفضاء الإلكترونى.. لتقنين ما يقال وما يتم التعامل به على شبكة الإنترنت والشبكات الخاصة.. أرى المستقبل أكثر إتزانا فى ظل هذه القوانين التى تحمى وتنظم.. لن تتركنا ضحية فى مهب هذا الكم غير المنضبط من مصادر المعلومات والتى يميل الكثير منها إلى الشائعات المدمرة.. لا يمكن أن تصدق كل ما يقال ولا يمكن أن تكذبه أيضًا.. لابد من إعمال العقل.. فى إطار تشريعى.. ولنتذكر جميعًا أن تراجع القيم ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالفوضى الإلكترونية.

وللحديث بقية