
رشدي أباظة
«الاستروكس» للجميع!
أمس. أثناء سيرى على كورنيش الإسكندرية. حى الرمل تحديدا. حيث أعيش وأستوطن. جلست على أحد الكافيهات القديمة. فجأة تجمع الناس حول شاب دون العشرين. كان مغمى عليه. هكذا بدا لى من بعيد. مؤكد يعانى من شىء ما. سألت عن بعد. ما به. قال قائل. الشاب فاقد الوعى. يتعاطى الاستروكس.
صدمنى الرد. الاستروكس. دارت الدنيا برأسى. ظاهرتان خطيرتان ضربت مصر مؤخرا. الأولى ضربت البنية التحتية الحضارية. الثانية تضرب البنية التحتية الإنسانية. الأولى التوك توك. الثانيه مخدر الاستروكس. تمكنت الظاهرة من البلاد حتى صار قدما سكرية. الثانية فى طريقها لتدمير جهاز المناعة. دارت الدنيا برأسى. وجدت من يحدثنى بأن الأستروكس كالماء والهواء الآن. كدت أفقد الوعى من فرط التفكير. اعتصرنى الألم. بدأت فى التحقق. والتحقيق. المنافس الأول للتوك توك. عقار خاص بالحيوانات. يتوفر بشكل مخيف. فى كل مكان. وزمان. يفقد السيطرة على النفس. يحول المتعاطى لحيوان. يتم اخلاء سبيل من يتم ضبطه متعاطيا إياه. وإخلاء سبيل من يتاجر فيه أيضا. غير مجرم قانونا.
«المادة شادة». اسم الاسلوجان الخاص. خارج جدول المخدرات. لعدم إدراجه به. بدأت أسأل. كيف لا يتم تجريمه. الرئيس يقول فى برنامجه الانتخابى أنه يبنى الإنسان المصرى. السيسى صادق. نسأله ونسأل حكومته. نسأل مجلس النواب. نسأل وزارة الصحة. نسأل مراكز البحث الطبية. نسأل وزارة الداخلية. نسأل البشر والحجر. كيف لا يوجد نص قانونى يجرم الأستروكس.
لقد أضحى والتوك توك متنافسان فى المناطق الشعبية. كلاهما قاتل. القانون يجب أن يتطور مع حركة المجتمع. الشرطة هى سلطة إنفاذ القانون. ومن ثم يجب أن يسند إليها قانون ترتكن عليه فى مطاردته. مظلة قانونية. إلى متى سيظل غير مجرم. هل تطول المدة فى البحث والتنقيب ومصمصة الشفاه والتباكى فى وسائل الإعلام لسن قانون تشريعى ثم نجد جيلا كاملا تم تدميره. هناك جيل مواز يحقق ثروة حرام مقابل الجيل الآخذ فى التدمير. انتشار ظاهرة تعاطى الأستروكس يؤدى إلى التجريح فى هيبة الدولة. الدولة التى يظهرها العقار المنتشر فى كل لحظه بالعجز عن تحقيق الردع. والتصدى لمظاهر الفوضى. إذا كان الأستروكس غير مجرم فإن تعاطيه ينتج عنه ارتكاب جرائم. النيابة وفقا لقانون العقوبات ليس لديها تجريم مادة الاستروكس. عدت من رحلة التفكير لأجد الشاب وقد جلس بجوارى بعد أن أفاقه رواد المقهى. التفت اليه. كانت المفاجأة. لقد كان الشاب نجل شقيقتى!