الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الدولة والنخبة

الدولة والنخبة






ونصل إلى بيت القصيد فى الحوار مع السيد رشدى أباظة لنتساءل هل قررنا وصم النخبة المصرية بكل تنوعاتها بالخسة والفساد والخيانة وبيع الوطن؟ وهل فقدنا الثقة والأمل فى السياسيين والفنانين وقادة الأحزاب والنقابات والمجتمع المدنى؟ وهل قررت الدولة المصرية أن تمضى وحدها للمستقبل؟ وهل يُمكن ذلك؟
لندخل الموضوع مباشرة.. هناك من باع واشترى فى الوطن.. نعم، هناك من باع وقبض الثمن.. نعمين وتلاتة كمان، هناك من خطط ورتب لنشر الفوضى وإسقاط الدولة الوطنية.. بالقطع حصل، هناك من تلون أوسلك سلوكًا انتهازيًا وسط الأزمة.. حصل بالتأكيد، هناك من راوغ وتلاعب.. مؤكد، هناك من تآمر مع الداخل والخارج.. وهل يستطيع أحد الإنكار، والدلائل على ذلك كثيرة وتحتاج إلى مجلدات وليس كتبا .
وعلى الجانب الآخر.. هناك من ضحى بنفسه وخرج للشوارع دون حماية فى مواجهة زمرة المرشد وعصابته وتعرض للتنكيل والتعذيب والقتل، هناك قضاة أطلقوا الإشارة فكانت المساندة الشعبية وراءهم، هناك من بنى جدار العزلة على الجماعة الإرهابية بإطلاق حركة المثقفين التى كانت زخمًا ودعمًا لتحرك شعبى واسع، هناك كتاب ومثقفون كشفوا وفضحوا مخططات المرشد وأعوانه بكتاباتهم التى عرضتهم للخطر، هناك حقوقيون تحركوا لطرد ممثلى حكم المرشد من المنظمات الدولية وأصدروا تقارير كشفتهم  وفضحت عدوانهم على الحقوق والحريات .
فعلا هناك من خرج عن الصف الوطنى من النخبة، وهناك فى المقابل من ساهم فى الاصطفاف الوطنى وحمايته، وإذا كان هناك من عمل على هدم الدولة الوطنية وتآمر وتحالف، فهناك من واجه ذلك وصارع الجماعة الإرهابية بدعم ومساندة من جيش وشرطة مصر.
النخبة مفهوم أوسع بكثير من أن نحصره فى مجموعة مارقة ونضفى دلالات خسة أعمالهم وانتهازيتهم وفسادهم على باقى عناصر النخبة أوالنخب المختلفة، وربما هى المرة الأولى التى يصيغ فيها الواقع إطارًا حاكمًا يحدد حقيقة العلاقات ومدى الانتماء للدولة الوطنية من خلال الموقف من الجماعة الإرهابية وعناصرها ومكوناتها المتعددة تحت مسميات مختلفة، وهى العلاقة التى ستحدد بدرجة كبيرة الانتماء للدولة الوطنية حتى ولو بمساحة خلاف معها أو الانضواء تحت لواء الإرهابيين والفاشيين والفوضويين لدعم مخططاتهم .
الصراع فى مصر خلال السنوات السبع الماضية أفرز اتجاهين لا يجوز الخلط بينهما، معارضة سياسية  من داخل صفوف الدولة، وانقلابيون فوضويون مناهضون للدولة يحاولون انتزاع صفة المعارضة وإلصاقها بأفعالهم للتخفى وراءها، وعدم التفرقة بين المفهومين سيُرتب نتائج وخيمة.
لا دولة بلا نخبة، ولا نخبة فاسدة فى المطلق، والدول تتكون من نخب متنوعة تصيغ العلاقات والقواعد بينهم شكل الدولة، ولا تستطيع حكومة إدارة شئون الدولة دون مساندتها من نخب تؤمن بالدولة حتى لوعارضت سياسات حكوماتها، ومسئولية الدولة تنظيم هذه العلاقات وإدارتها باحترافية ومهنية.
مصر فى الولاية الثانية للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى تمتلك فرصة ذهبية، وأنت لا تستطيع ردم التراب على التاريخ لتبدأ تاريخًا جديدًا، إنما تستطيع أن تنتقى لتبنى المستقبل.