جوجل والشطرنج

بالرغم من أن 97 % من مصادر المعلومات حول العالم هى مصادر علنية الا ان اجهزة المخابرات لا تتوقف عن تجنيد العملاء حول العالم ....لا تتعجب فبالرغم من أن العالم قد أضحى قرية صغيرة (وفى قول آخر حجرة صغيرة) الا ان شيئا ما زال مفقودا....
لاعبو الشطرنج يمارسون اللعبة منذ مئات السنين بنفس الأسلوب...كل القطع موزعة على الرقعة ومعروفة الامكانات...لا أسرار فى هذا.....لن يتحرك العسكرى بإمكانات الطابية أوالعكس....يظل الفيل يتحرك محوريا فيما يقفز الحصان فوق السدود والقيود...
 شركة جوجل...صاحبة محرك البحث الأشهر والأكثر استخداما (10 مليارات عملية بحث يوميا).... وصاحبة البريد الالكترونى الاكثر انتشارا ايضا (مليار ونصف مليار مستخدم على الأقل) ... بالإضافة إلى استحواذها على نظام التشغيل أندرويد الموجود على أكثر من 90 % من أجهزة التليفون المحمول حول العالم... يوتيوب احدى الشركات المملوكة لهم ايضا... لن استفيض فى حجم الشركة وتغلغلها... جوجل إيرث موضوع آخر.....لذلك يمكن لجوجل ببساطة أن تعرف تحركاتك... ما تبحث عنه فى أى موضوع...مع من تتحدث تليفونيا....أين وكم تدفع فى معاملاتك المالية ...ملفاتك المحملة لديهم...كلمات السر...إلخ.
 جوجل لا تعرف فيم تفكر فقط...إنهم يحاولون الآن من خلال خوارزميات شديدة التعقيد التعرف على خطواتك المستقبلية بناء على تحليل ماضيك وحاضرك...أقصد ماضى معلوماتك وأنشطتك على شبكاتها وحاضرهما....
 تخيل أنك تلعب الشطرنج امام لاعب يعرف فيم تفكر وما خطوتك التالية...هل يمكنك الفوز؟ فى عالم الإنترنت الأمر صعب جدا وخطير أيضا..
 لا يزال البعض ينظر إلى العالم الإلكتروني على أنه للتسلية فقط....لا يرى كم المعاملات المالية الالكترونية..التعليم والصحة والخدمات المختلفة...الرأى العام والتأثير على الناخبين...الأخبار المغلوطة وشبكات التواصل الاجتماعي وتحريكها للناس...نزع الثقافات والباس الجميع ثوب العولمة احادى النظرة....
 الأمر صعب ولكن ليس مستحيلا أن تتخلص من نسبة كبيرة من هذه الرقابة اللصيقة... بالوعى وألا تضع كل البيض فى سلة واحدة... التعامل بحرص مطلوب.....والقانون أيضا مطلوب... فمنطقة بلا قانون هى منطقة خطرة... خطرة على مرتاديها وأيضا على من يقع خارجها.... قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وقانون حماية البيانات الشخصية وغيرها من القوانين اللازمة لتنظيم الفضاء الالكترونى... بدونها فنحن فرسية للمجهول.... وللحديث بقية.