
رشدي أباظة
تراب الماس.. المجد للفوضى!
شاهدت فيلم تراب الماس. عمل فنى مميز. المخرج مروان حامد ومضة من روح أبيه. الفنانون أجادوا الأدوار. التصوير محترف. موسيقى تصويرية رائعة. سيناريو وحوار جيد قصة بائسة. بها خلل واضح. تمجد العنف. تدعم اللاقانون.
انحيازات الكاتب السياسية واضحة. ملموسة. الكاتب من دعاة السيولة. يستنسخ رؤى خالد يوسف الفوضوية. الفيلم يقول بشكل واضح خذ حقك بإيدك. لا تعتمد على القانون. قتل والد طه. بطل الفيلم. طه يقتل كل من شارك فى قتل أبيه. بالخداع. يسوق الفيلم البطل كضحية. له أن يفعل ما يشاء. خلق تعاطف معه. الفيلم له موقف سياسى واضح من الجيش. أسقطها على أحداث الماضى.
رجح رواية الرئيس محمد نجيب فى خلافه مع مجلس قيادة الثورة. اقتطع منه مقولة ضرورة العودة للثكنات. مفهوم القصد. الكاتب جبان. لم يستطع أن يقول رأيه السياسى المسموم بوضوح. وضح أيضا أن الكاتب يعانى من مشاكل اجتماعية. شوه كل الأطراف. الكل فى نظرة فاسد. رجل الأعمال. نائب البرلمان. ضابط الشرطة. جيران طه تجار مخدرات. قتلهم جميعا. كذلك البطلة.
الخطير فى الفيلم أن يكون ارتكاب الجريمة محل توافق إنسانى بين أطراف الجناة. طه وسارة. كلاهما تعرض لجريمة. كلاهما قرر أن يقتل. مع تعاطف واضح من المشاهد. تغليف أخلاقى للجريمة. قدم الفيلم فكرة قانون الفرد. تحويل ما يكتب من رؤى فردين إلى منتج درامى أمر خطير. سيما أن يكون الكاتب مضطرب اجتماعيا.
النص آراء فردية تختلف من قارئ لآخر. العمل الدرامى مصحوب بمؤثرات فنية يرسخ لوعى جمعى. سبق أن قدم خالد يوسف مثل هذه النوعية من الأفلام الهادمة للقانون. كانت فى الخلف منها ثورة يناير. كيف تسمح الرقابة لمثل هذا الفيلم أن يكون مادة عبور على جسد القانون. سؤال يحتاج الى مجموعة أجوبة؟
إنها الحرية. تؤمن بها الدولة. تمارسها فى تراب الماس. تراهن على وعى المشاهد!