الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قمة الحضارة

قمة الحضارة






فى قمة الحضارة السادسة، استقبلت الصين أمس الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى يزور بكين ضمن جولة آسيوية بدأت بالبحرين، بالورود والأعلام، وأجريت ظهر، السبت، مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسى، خلال وصوله قاعة الشعب الكبرى فى بكين، وكان فى استقباله الرئيس الصينى شى جى بينج، وعقد الرئيسان مباحثات ثنائية موسعة تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى جميع المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات للتعاون الاقتصادى والفنى.
وتزين قصر الشعب فى العاصمة بكين بأعلام مصر، كما اصطف الأطفال حاملين أعلام مصر والصين والورود قبل وصول الرئيس السيسى للترحيب به.
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الصينى التوقيع على عدد من الاتفاقيات للتعاون الاقتصادى والفنى، وشملت الاتفاقيات اتفاقية لتنفيذ مشروع القطار الكهربائى فنيًا وماليًا للربط بين العاصمة الإدارية ومدينة العاشر من رمضان، واتفاقية منحة لتنفيذ عدد من المشروعات من بينها القمر الصناعى المصرى، بالإضافة إلى اتفاقية إطارية لدعم المشروعات التنموية فى مصر خاصة فى مشروعات قناة السويس، كما تم الاتفاق فى مجال الكهرباء، على إنشاء محطة لتوليد الكهرباء من الفحم بقدرة 6 آلاف ميجا وات ومحطة ضخ وتخزين بقدرة 2400 ميجا وات، بإجمالى استثمارات تصل إلى 8 مليارات و700 مليون دولار.
كما أقام الرئيس الصينى «شى جين بينج» مأدبة عشاء تكريمًا للرئيس عبدالفتاح السيسى والوفد الموافق له.
وخلال المباحثات الثنائية فى قاعة الشعب الكبرى، أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتطور العلاقات الثنائية بين مصر والصين، ووصولها إلى درجة العلاقات الاستراتيجية الشاملة، كما أشاد بدعم الصين للتنمية فى مصر خاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار الرئيس السيسى، خلال المباحثات إلى التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين والذى تطور خلال الأربع سنوات الماضية، والذى نتج عنها توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والبرنامج التنفيذى من 2016 إلى 2021، وهو الأمر الذى سيحقق استفادة كبيرة خلال تلك الفترة، خاصة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين.
ورحب الرئيس السيسى بتبادل الزيارات رفيعة المستوى التى تمت بين البلدين خلال الأربع سنوات الماضية، مشيرًا إلى الأربع زيارات التى قام بها إلى الصين، وكذلك الزيارة التى قام بها الرئيس الصينى إلى القاهرة.
ومن جانبه، رحب الرئيس الصينى شى جى بينج، بالرئيس السيسى، موجهًا له التهنئة بإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية.
وأشاد الرئيس الصينى، خلال جلسة المباحثات، بالاستقرار الاجتماعى والحفاظ على الوحدة الوطنية والنمو الاقتصادى فى مصر.
وتأتى زيارة الصين فى ظل حرص الرئيس السيسى، على توطيد العلاقات المصرية الصينية، وتوجهه إلى الدول الآسيوية عدة مرات للتأكيد على العلاقات الوثيقة بين البلدين، وتعزيز العلاقات فى جميع المجالات التى تعود بالنفع على كلا البلدين، خاصة فى الجانب الاقتصادى والتجارى.
ويميز القمة السادسة ويضاعف من أهمية نتائجها، عوامل عديدة فى مقدمتها أنها ذات شقين: فهى زيارة ثنائية إلى جمهورية الصين الشعبية، وهى أيضًا مشاركة فى القمة الجماعية لمنتدى الصين – إفريقيا «فوكاك».
بالإضافة إلى عقد لقاء مع ممثلى كبرى الشركات الصينية لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل زيادة استثماراتهم فى مصر، كما سيجرى الرئيس زيارة إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعى الصينى والتى تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية فى الصين والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات الصينية.
أما بالنسبة لمنتدى الصين - إفريقيا «فوكاك»، فيعقد تحت عنوان «الصين وإفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذى مستقبل مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع»، وهى القمة الثالثة لهذا المنتدى، الذى عقد أيضاً أربعة مؤتمرات وزارية من قبل.
ويحضر هذه القمة نحو 20 من قادة الدول الإفريقية، فضلا عن عدد كبير من ممثلى الدول الإفريقية على مستوى رؤساء الحكومات والوزراء، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى وعدد من رؤساء المنظمات الدولية والإفريقية، مضيفًا أن مشاركة الرئيس السيسى فى منتدى الصين - إفريقيا سوف تشمل عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية مع القادة والزعماء الأفارقة المشاركين فى المنتدى، يبحث خلالها تعزيز التعاون بين مصر وتلك الدول فى المجالات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
زيارة الرئيس السيسى للصين فى هذا التوقيت تختلف عن كل اللقاءات السابقة، فالرئيس يزور العاصمة الصينية فى بداية فترته الرئاسية الثانية، وبين يديه إنجازات كبيرة حققتها مصر، ووضع جديد أصبحت فيه الآن يختلف عن ظروف القمم والزيارات السابقة، سواء على الصعيد الداخلى بتحقيق الاستقرار وهزيمة الإرهاب، وترسيخ أركان الدولة المصرية واستعادة مكانة وقدرة مؤسسات الدولة المختلفة، أو على الصعيد الخارجى بعد أن استعادت مصر بفضل سياسة خارجية متوازنة وشجاعة، مكانتها فى منطقتها وقارتها والعالم.