الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعتزال لميس الحديدى (٢-٢)

اعتزال لميس الحديدى (٢-٢)






أجلس على شواطئ الإسكندرية . بلدى . أستمتع بالمعاش المبكر . كنت مسئولا تحريريا بالأهرام . أستعيد شريط ذكريات السنوات العشر الماضية . وجدت الأستاذة لميس الحديدى حاضرة فى الذاكرة . طلب منى السيد رئيس التحرير الإجابة على سؤال السائلين.  لماذا الأستاذة لميس الحديدى الآن . الحديدى جاوزت الخمسين بمسافة . قضت عمرا مديدا فى العمل الإعلامى . صحفية اقتصادية . عملت فى الميديا بالعلاقات العامة . علاقاتها المالية متشعبة . سيرتها الذاتية من بعد ثورة يناير تقول أنها تؤمن بتداول السلطة .
قبل يناير كانت حية تسعى نحو السلطة . قالت فى غير ذات مرة بضرورة تولى جيل جديد يعبر بنقاء عن دولة ٣٠ يونيه .
 لست أدرى كانت تقول بذلك من باب التقية أم لأنها لا تقوى على أعراض الانسحاب من المشهد الإعلامى . أظن أن السائلين يسألون فى عمق لماذا الهجوم على قادة الإعلام. الإجابة عند الجمهور . الجمهور قبل الدولة لا تثق فى هؤلاء . تقلبوا على موائد الأنظمة السابقة . أكلوا وشربوا. ثم انقلاب حاد . الحديدى مثلا كانت تتقرب للسيد جمال مبارك . تتزلف إلى نظام الرئيس مبارك . نجحت فى ذلك . بكت بالدموع ذات مرة عندما ذهب الرئيس مبارك للعلاج فى ألمانيا . قالت عنه الأب والروح . ثم لعنته قبل غروب شمس يوم الثامن والعشرين يناير ٢٠١١ . كيف تثق الدولة فى شخصية كتلك . كيف يؤمن الجمهور وتؤمن الدولة بإعلامية لم يكن لديها إخلاص سياسى ومهنى وأخلاقى لدولة الرئيس مبارك . مديرة لحملته الانتخابية عام ٢٠٠٥ . حصلت على إثره بمكتسبات إعلامية ومالية . برنامج فى التليفزيون المصرى . مال طائل . صارت مديرة لندوات السيد جمال مبارك داخل أمانة السياسات .
الحديدى داهنت شباب الثورة . صارت تنافقهم . تهاجم بسبب الخوف منهم دولة مبارك الزائله آنذاك . وسلطة المجلس العسكرى . كانت تطالب بتمكينهم . وكذلك من شابه لميس فى هذا المطلب التزلفى . لديها فرصة الآن أن تضرب المثل بأن تنسحب لصالح هؤلاء الشباب من الإعلاميين الجدد . الأستاذة لميس الحديدى تغير من نجاح زوجها السيد عمرو أديب . ندفع نحن ثمن هذه الغيرة بالمزايدة طول الوقت على الدولة بالهجوم عليها . بهدف كسب شعبية . الحديدى كانت تسقط مشاكلها العائلية على الشاشة . وكذلك أحوالها النفسية . هل كانت تغفل أنه لابد من تأتى لحظة حساب على أخطائها الإعلامية . ليست أخطاء شخصية . كانت توجه الرأى العام توجيها قسريا . الرأى العام الذى وضع ثقته فيمن ألح عليه بالظهور يوميا ليكون قائد رأى . بينما فقد هذا الملح قيادة شهوة الشهرة بداخله . مافعلته الحديدى هو الانشغال ببناء نجومية على حساب المهنة . نجومية ضرار . ذات مرة التقت فى حلقة الفنانة السورية رغدة . كانت تحمل آلام وطنها السورى المنهار. آلام رغدة حاصرت لميس التى تنمرت عليها باسم الثورة . رفعت رغدة الغطاء عنها تماما . ضربتها فى مقتل . لميس لم تتعلم من رسائل رغدة المؤلمة . يبدو أنها لم تتعلم إلا إذا مر وطنها بنفس الألم . عندئذ ستقيم الحديدى فى لندن . لديها الإمكانية!
نموذج الحديدى هو نموذج الأستاذ خيرى رمضان نفس نموذج الأستاذ مجدى الجلاد وآخرين من دونهم الدولة تعلمهم!