الصين – إفريقيا

 

توافق فى الرؤى بين القاهرة وبكين حول التنمية

 

 فى اليوم الثالث  لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى المهمة للصين، تسلطت الأضواء على  الرئيس المصرى، والذى شارك فى  قمة منتدى التعاون الصينى الإفريقى (فوكاك) والهادفة للارتقاء بشراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإفريقيا إلى مستوى جديد وأزاحت  الستار عن إجراءات جديدة لتعزيز التعاون بين الجانبين على نحو شامل.
واكتسبت  مشاركة السيسى فى القمة أهمية كبيرة فى ضوء ما تتمتع به مصر من دور ريادى وثقل سياسى وحضارى فى قارة إفريقيا، وسعيها إلى توسيع وتنويع مختلف أطر التعاون مع الصين وما يحمله التعاون الصينى الإفريقى من سمات تتضمن التأكيد على المنفعة المشتركة والتركيز على تقوية قدرة القارة على التنمية المستقلة.
فمصر تتميز بموقع استراتيجى يربط بين قارتى إفريقيا وآسيا ما يجعلها البوابة الآسيوية لإفريقيا وأيضا إحدى البوابات الإفريقية لأوروبا عبر البحر المتوسط، وهو ما يؤهل مصر لتكون نقطة محورية فى التعاون الصينى الإفريقى.
وثمة توافق فى الرؤى تجاه إفريقيا بين الصين ومصر، فقد قال الرئيس الصينى شى جين بينج، إن الجانبين الصينى والإفريقى شريكان مخلصان على طريقهما للتنمية، فيما يضع الرئيس السيسى إفريقيا ضمن أولوياته فى السعى لتحقيق التنمية المستدامة لدولها من خلال تعميق العلاقات المشتركة والعمل على إقامة المشروعات.
ومع انعقاد قمة بكين 2018 لمنتدى فوكاك تحت عنوان «الصين وإفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذى مصير مشترك عن طريق التعاون المربح للجانبين»، تبدو أن هناك أحلامًا متشابهة ومصيرًا مشتركًا يجمعان بين الصين وإفريقيا، وتكمن المهمة الآن فى تحقيق التلاحم من أجل التعاون متبادل المنفعة لجنى مزيد من الثمار».
فقد  بلغ حجم التداول التجارى بين إفريقيا والصين 170 مليار دولار وتجاوزت الاستثمارات أكثر من 300 مليار دولار.
الصين استطاعت أن تقفز فى بداية الألفية باستثماراتها إلى 166 مليارًا بعد أن كانت 12 مليون دولار فى خمسينيات القرن الماضى، لتصبح أكبر شريك تجارى لإفريقيا فى السنوات الماضية.
 وتدفع الصين سنويا بآلاف الخبراء فى المجالات المختلفة وتسعى بقوة لتحقيق المصالح المشتركة بين الدول الإفريقية.
إلى ذلك تعهد الرئيس الصينى خلال كلمته فى افتتاح فعاليات منتدى الصين إفريقيا بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس  الاثنين، بضخ استثمارات جديدة فى القارة الإفريقية.
وكشف الرئيس الصينى شى جين بينج، عن دعوة 2000 من الشباب الإفريقى لزيارة الصين، وتدريب ألف من النخبة الإفريقية، وتقديم 50 ألف منحة دراسية للأفارقة فى الصين، وتقديم 50 ألف رحلة دراسية حكومية، و50 ألف فرصة للمشاركة فى الدورات الدراسية والندوات.
وأكد الرئيس الصينى  توفير تسهيلات للدول الإفريقية والمؤسسات المالية الإفريقية لإصدار سندات فى الصين، كما تعهد بزيادة البضائع الإفريقية ومشاركة دول القارة فى معرض الصين الدولى وإعفاء الدول الأقل نموًا من رسوم المشاركة، وتنفيذ حملة لبناء القدرات الشبابية فى القارة.
وقال: إن الصندوق الصينى الإفريقى يعمل على تنمية البنية التحتية لدول القارة، مؤكدًا إقامة معارض إفريقية فى الصين وتشجيع الشركات الصينية على التوسع فى استثماراتها بالقارة الإفريقية، ومساعدة دول القارة فى تحقيق الأمن الغذائى بحلول 2030 والعمل مع إفريقيا على تنفيذ 50 مشروعًا فى إطار المساعدات الزراعية وتقديم مساعدات غذائية إنسانية عاجلة بقيمة مليار يوان، مع إرسال 50 خبيرًا زراعيًا إلى إفريقيا.
وكشف أيضاً عن توفير 50 مشروعًا فى مجال السلم والأمن ومكافحة القرصنة والإرهاب فى إفريقيا وكذلك توفير دعم 60 مليار دولار عن طريق المساعدات الحكومية وإقامة شركات لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وفند الرئيس الصينى الـ60 مليار دولار المقدمة للدول الإفريقية، وقال: إنها كالتالى توفير 15 مليار دولار مساعدات وقروضًا بلا فوائد و20 مليار دولار كصناديق استثمارية و10 مليارات دولار لتنمية المشروعات و5 مليارات دولار لدعم الاستيراد من إفريقيا ودفع الشركات الصينية لاستثمار 10 مليارات دولار خلال السنوات الثلاثة القادمة فى إفريقيا.