الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عن الإعلام والإعلاميين (٢-٢)

عن الإعلام والإعلاميين (٢-٢)






يخبرنى السيد رئيس التحرير بردود الأفعال التى يخلفها المقال. ينقل لى فى كرم منه الانطباعات والآراء المتفقة والمختلفة. أرسل لى عدة مقالات كتبها لى السيد حازم منير. سأرد عليها. ومن قبل الأستاذ الكبير عماد الدين حسين. شخصيًا لا تصلنى أى ردود ولا أحب. قال لى رئيس التحرير إننى تحاملت أمس على الإعلام والإعلاميين. قلت له هذا غيض من فيض. الإعلام سلاح خطير استخدمه الإعلاميون فى السطو على الرأى العام وتوجيهه تضليلًا. لا أعفى السلطة. لكنى أسأل هنا كيف تغلبت شهوة النجومية شهوة الاستقرار والسلامة.

فى السنوات الماضية سطت سلطة الإعلام على سلطة الدولة. الإعلاميون تصوروا أنهم يديرون الدولة. العبث بمصير دولة مأزومة كان هدفًا استراتيجيًا طوال السنوات العشر الماضية. رسخ الإعلاميون خطيئة الانتصار على الدولة بأنه معيار نجاح وأهمية الإعلامى. اعتبروا الإساءه للدولة ورموزها جواز المرور. بطولة تستحق التشجيع. كانوا ينتصرون على الدولة أمام الشاشات. فى الصباح يذهبون لمكاتب المسئولين لأعمال البيزنس والسمسرة. وأشياء أخرى. أحدهم بلغت ثروته ٦٠ مليون جنيه فى ٨ سنوات فقط. قبل ثمانى سنوات كان مجرد محرر فى مجلة أسبوعية قومية. اتخذ هؤلاء من هواهم الإعلامى إلهًا. دعوا الجمهور لعبادته.

إعلامية شهيرة اعتزلت الميديا السياسية انكشفت فى لحظة حقيقية عقب ثورة يناير عندما رفع عنها أحد الضيوف  غطاء المهنية والإنسانية. فلتعد إذن إلى السياسة إن كانت تستطيع. الإعلاميون عرفوا طريق التجبر والاستعلاء الإعلامى على الدولة طوال السنوات الماضية. لماذا الغضب من الدولة الآن. تلك إذن كرة أخرى. إعلامى شهير يترأس تحرير صحيفة كان يحصل على راتب شهرى طوال ٦ سنوات من مكتب الإرشاد تحت مسمى باحث. وكذلك مسئول بإحدى الجهات الإعلامية الرسمية المهمة. آخر كان يتاجر مع شركات الأدوية. يروج لها عقاقير الدواء سيئة السمعة. أوقفت الدولة حيله الماكرة. عرفت كنهه. إعلامى آخر حصل على مال وفير من سفارة دولة أوروبية تحت مسمى باحث. قدم أبحاثًا مشبوهة.

صحفى شهير لديه ثروة عقارية تخطت ١٠٠ مليون جنيه، تحصل عليها من التوسط فى تراخيص الهدم. هؤلاء وكثيرون لديهم مخالفات كبيرة كانوا أدوات هدم. عندما انهزمت الأحزاب وتقلص دورها تحول هؤلاء إلى زعماء سياسيين أمام الشاشات. خطيئة دولة مبارك قتل العمل السياسى فعاث على إثره الإعلاميون فسادًا. صير هؤلاء مهنة الإعلام إلى عمل ارتزاق بعدما كان ولا يزال مهنة فكر وثقافة ومسئولية وأمانة علمية. يسأل هؤلاء هل تكره الدولة الإعلام. الحقيقة أن الجماهير قبل جهات عدة فى الدولة باتت تحتقر الإعلام وكثير من الإعلاميين. صارت تمقتهم وتزدريهم. بسبب هؤلاء.

لعلى ذعت سرًا إذا قلت إن البعض من هؤلاء الذين غابوا عن الشاشات  ستتم محاسبتهم فى وقت معلوم على بعض المخالفات الموثقة لدى أجهزة الدولة!