الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ممنوع الانتظار!

ممنوع الانتظار!






على جانبى الطريق .على امتداد البصر.. تنتشر لافتات «ممنوع الانتظار»! ..المنع هنا ليس مقصودًا به الحجب. الدولة تقصد إلى تحقيق السيولة المرورية تيسيرًا لحياة المواطن الذى يعانى من الازدحام فيخنقه داخل سيارته المكيفة ويعيق حركة السيولة المرورية، فيهدر الوقت والجهد، كما يعيق حركة عبور المشاة الذين تعرقلهم السيارات المتوقفة على جانبى الطرفين الواحدة تلو الأخرى كما لو كانت حاجزًا معدنيًا بالكاد يمكن للمواطن أن يعبر إلى الجانب الآخر من الطريق.
بينما هناك فى طرقات الآلام داخل المستشفيات والمراكز الطبية لا يجد المريض من يرفع عن كاهله مرارة وقسوة الانتظار .قوائم ممتدة للعلاج المنتظر لا يعرف مداها إلا الله، الصابرون منتظرون، متحاملون، متحملون للألم، بينما وحش المرض حر طليق ينهش أجسادهم لا يعرف حرمة لوقت أو لإنسانية، الوقت يمر فيحيا المرض داخل الجسد الضعيف المدون اسمه فى قوائم الموت. المريض ينتظر، لكن المرض لا يعرف الرحمة لعليل أو مرافق أو أسرة يقتلها العجز كل يوم.
 بعين الرحمة امتد بصر «السيسى» نحو طرقات الألم، لم يرتد إليه خاسئا وهو حسير، بل انعكست طاقته تضيف لرصيد الإرادة الرئاسية، على الفور قرر أن يمد يده نحو قوائم العجز، قرر أن يتصدى «للإرهاب الصحى» الذى لا يرحم المصريين، بصوت الدولة علا صوت السيسى: «فى دولة ٣٠ يونيو.. لا قوائم ولا انتظار.. عقل مصر السليم حتمًا موطنه جسد أبنائها الأصحاء».
فى طرقات الألم ستكون الدولة حاضرة بالرحمة والعناية والعطاء، الانتظار حتما سيتحول إلى انتصار، الألم سيولد من داخله الأمل، المرضى واليائسون ستفتح لهم الدولة بابًا جديدًا للإنسانية .. دولة ٣٠ يونيو تقول: «العطاء هو خير وسيلة للتواصل والاتصال الإنسانى».
السيسى الذى وقف محدثًا المصريين فى خطاب تنصيبه للولاية الثانية ذاكرًا بناء الإنسان فى أكثر من موضع، لم يكن حديثًا استهلاكيًا، بل تعبير عن رغبة صادقة فى تحمل المسئولية عن سلامة البنيان، سنوات تمر مملوءة بالحديث عن العدالة الاجتماعية دون أن يفصح أحد عن أدوات تحقيقها، تم حصرها فى شعارات ابتذلت آمال وآلام المواطن، لكن عبدالفتاح السيسى قرر أن  يبدأ الطريق إلى العدالة الاجتماعية من قلب عطاء العدالة الإنسانية، المرض يقهر الرجال، يظلم الأجيال، التصدى له هو عين العطاء وعين الإنسانية وعين الرحمة والعدل، القضاء على قوائم الانتظار هو قضاء على طوابير القهر .هو قرار الدولة بتحمل مسئوليتها عن حياة المواطن عن وجوده وعن كرامته.
 بكامل الإرادة الرئاسية قررت الدولة أن تتحمل مسئوليتها وتتحدى العجز وتمد يد العطاء لتستثمر فى ثروتها البشرية، المبادرة الهادفة للقضاء على قوائم انتظار العلاج .. تقدم رسائل متعددة لعل أهمها ما يلى:
- الدولة قد بدأت عملا فى بناء الإنسان.
- الدولة تدرك قيمة الإنسان المصرى وتستشعر الأمة.
- الدولة قررت تحمل مسئولياتها الإنسانية والاجتماعية.
- دولة ٣٠ يونيو لا تعرف الشعارات فقط تعرف العمل والعطاء .
- حياة المواطن وكرامته ليست محلًا لمزايدات انتخابية فى الفترة الرئاسية الثانية.
- صندوق تحيا مصر هو نموذج عملى للتكافل الاجتماعى.
- دولة ٣٠ يونيو تدرك أن العطاء هو المصدر الحقيقى للولاء .
- الإنسان المصرى هو ثروة لوطنه تستحق الرعاية والصيانة وليس عبئًا عليه .
- الحق فى العلاج حق مكتسب لكل مواطن.
بهذه الرسائل أرادت الدولة أن تخاطب مواطنيها من خلال مشروع تكاتفت فيه مؤسساتها ممثلة فى وزارة الصحة والقوات المسلحة والشرطة.
مبادرة الدولة ليست فاعلة فقط نحو مصلحة المواطن، بل كاشفة لمجتمع مدنى لطالما زايد على الدولة باستخدام صحة المواطن، دون أن يقدم حلا حقيقيا لمواجهة تراكمات الأزمة التى أدت لامتداد  قوائم الانتظار المر . مبادرة الدولة تثبت أن «المدنية» عطاء وفعل وليست شعارًا يعلو لافتات لمؤسسات تحصل على تمويلات ثم تزايد على الدولة بآلام المواطن، الدولة هنا تقول إن المواطن قيمة وليس وسيلة من أجل الاستخدام والاستهلاك، حياة المواطن والوطن ليست محلا لجدل سياسى أو لكسب النقاط فى صراع لا يعرف قيمة للإنسانية، الدولة هى راعية الإنسانية.
 «قوائم العجز» تحركت الدولة للقضاء عليها بتمويل من صندوق «تحيا مصر» لتتحول رسالته إلى دستور عمل عنوانه «يحيا المصريون «، الأموال المتراكمة داخل الصندوق تستثمرها الدولة لتنفيذ واقع عملى لأفكار خارج الصندوق هدفها إنقاذ حياة المصريين، الصندوق تجاوز معناه التقليدى كخزينة لأموال المصريين إلى مشروع قومى من أجل حياة المصريين.
الآن القوائم المتبقية تحولت من مرحلة انتظار الألم إلى مرحلة انتظار الأمل بعد أن نجحت الدولة فى إجراء ما يقرب من ١٤ ألف عملية جراحية فى مختلف التخصصات.
القضاء على قوائم الانتظار ليس خاطرًا رئاسيًا بل مشروع قومى من أجل الإنسانية المصرية، الجميع مدعو لاستحضار وتنشيط كامل مخزون إنسانيته لتقديم ما يستطيع من أجل تخفيف العبء والألم عن كاهل المنتظرين ولو بكلمة طيبة.
انظر إلى فلسفة الدعوة الرئاسية، انظر إلى عمق إنسانيتها ستجد فحواها دعوة للقضاء على قوائم انتظار المرضى توازيها دعوة للقضاء على قوائم انتظار القاسية قلوبهم، بادر بالاستجابة وانجو بنفسك واخرج من طابور القسوة  والغفلة إلى رحاب الرحمة والعطاء.
«ممنوع الانتظار» عنوان لإنسانية الدولة المصرية، مشروع لاستحضار الضمير الجمعى لهذا الوطن، العطاء هو برهان الوطنية.
 هنا فى دولة ٣٠ يونيو فقط تجد العدالة الاجتماعية تحقق ذاتها تخرج من ضيق الشعارات والمزايدات إلى سعة الفعل المؤسسى للدولة الفتية، ممنوع الانتظار هو استحضار لروح مصر الطيبة، تمد يدها ترفع الآلام عن أبنائها تمنح الآمال لأجيالها المقبلة، تقهر الخوف من المجهول، تهزم القهر والعجز، تمنح الحياة قدسيتها الواجبة وتجلى صدأ القسوة عن الضمائر والقلوب، فى دولة ٣٠ يونيو لا مكان لقوائم «الانتظار» فقط قوائم «الانتصار» .