الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كنيسة مصر

كنيسة مصر






قبل عشر سنوات تقريبا . ظهرت محاولة تفتيت الكنيسة المصرية من الداخل . كنيسة الشرق ومرقس الرسول . ظهر قس مشلوح يدعى مكسيموس . أراد مضاهاة العملاق المصرى الأنبا شنودة . أنشأ كنيسة فى المقطم . حاول استقطاب المصريين إلية بتخفيض التكاليف الروحية والدينية لخلق متدينين . تحطمت رغباته على صخرة مصر ومؤسساته الضاربة فى أعماق التاريخ الإنسانى والنسيج الوطنى . كان مكسيموس مجرد نتوء لرغبة حميمة لم تنفك أن تأفل فى عمر الدولة المصرية لمحاولة التفجير من الداخل . سقط الراهب المشلوح كما سقط من كان قبله ومن بعده إلى أن يرث  الله الأرض ومن عليها . مؤسستان اثنتان فقط وقفتا فى شموخ تدافعان عن الدولة إبان محاولة إسقاطها فى ثورة يناير وثورة يونيه . الجيش والكنيسة . دونهما يخضع للنسبية الفردية .

الكنيسة وققت كأسد جسور رسوخ الجبال الرواسي. حاولت جهات خارجية وداخلية اختراقها وإزاحتها عن خندق الدفاع عن الصف الوطنى . جميعها باءت بالفشل . رحل الأنبا شنودة وتولى عملاق مصرى آخر من بعده . لقد كان الأسطورة المصرية الأنبا تواضروس. الكنيسة المصرية جابت الأرض بعد ٣٠ يونيه تدافع عن الدولة فى ربوع سماوات الغرض والتربص . لعل التاريخ يقف طويلا أمام ما فعلته الكنيسة المرقسية بمحازاة القوات المسلحة فى أضعف لحظة تعرفها الدولة فى تاريخها . لحظة فرقان بين النور والظلام . بالأمس صدر بيان بشلح أحد الرهبان . الراهب أعلن انشقاقه عن الكنيسة . محاولة قديمة جديدة . ستحطمها صخرة الكرسى الرسولى ولا ريب . لا تعرف الدولة المصرية عقلا راجحا قدر العقل الذى يدير الجيش والكنيسة . الباقى يؤخذ منه ويرد .

 فى كل أزمة تمر بها الكنيسة تعلو الحكمة . بدءا من الصعود السياسى الكبير لتيار الإسلامى السياسى بعد ثورة يناير . مرورا بتوليه السلطة . عطفا على تكفيرها واستحلال دماء وأعراض شعبها المصرى ودفع فاتورة الصدام الدائم بين الدولة وهذا التيار البغيض طوال الوقت . لقد بلغ ما بلغ بالكنيسة أن تم تكفيرها على الهواء مباشرة فى تليفزيون الدولة وتظاهر متطرفون على أبوابها المقدسة فى الكاتدرائية والاعتداء عليها وتفجير كنائسها من الداخل . كل ذلك والحكمة تعلو وتعلو قياداتها الحكيمة .

قيادات الكنيسة المصرية قبس من نور روح المسيح عليه السلام ومرقس الرسول . بين هذا وذاك جرائم وفتن طائفية تمر عليها الكنيسة مرورا . مثل التى حدثت فى المنيا قبل يومين . تعالجها فى حكمة بالغة نابعة من روح الوطنية المصرية . لا أخال فى المقابل أن يكون الرئيس السيسى مؤمنا صحيح الإيمان بدور الكنيسة وتاريخها الناصع البياض . ولعله يؤمن بأن أيادى القبط المصرى على مر التاريخ بيضاء تسر الناظرين . أعرف أن الرئيس السيسى يحب لقاء الأنبا تواضروس . استقلبه قبيل رحلته الخارجية قبل أيام فى لقاء خاص بالمؤتمر الأول لشباب الكنيسة القبطية . التقيا خلاله وفد الشباب . ولعل ذلك يذكرنا بالدور التاريخى الذى يقوم به الشباب فى الخارج من دفاع عن الدولة المصرية أثناء زيارات الرئيس الخارجية . الحديث عن الكنيسة المرقسية المصرية حديث يثلج الصدر ويملؤه بالفخر . الكنيسة منحة إلهية تقل قليلا عن شرف تجلى الله على الأرض المصرية .