الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«خراب بيوت»

«خراب بيوت»






 

250 حالة طلاق فى اليوم الواحد، بمعدل حالة طلاق تحدث كل 4 دقائق.
حالات الطلاق الواقعة خلال 2017  حوالى  ٢٠٠ ألف حالة، أغلبها لأزواجٍ تتراوح أعمارهم بين ٢٥ و٣٠ عاماً.
نسبة الطلاق فى مصر ارتفعت لتصل إلى ٦٠،٧ ٪ فى المدن، و٣٩،٣٪ فى الريف، خلال عام ٢٠١٧، بحسب آخر إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء .
ظاهرة مؤلمة دفعت الأزهر الشريف لإطلاق، حملة بعنوان «وعاشروهن بالمعروف»؛ للحد من نسب الطلاق، والتوعية بخطورته على الأسرة والأطفال .
«حالة النفسنة» المستمرة الآن على مواقع التواصل الاجتماعى، بين الرجال والنساء، والصراع المشتد، بين الطرفين، الأول يطالب بالطلاق، لأهون سبب، والثانى يطالب بعدم الصرف على الزوجة والأولاد، لن تخلق إلا المزيد من الانفصال والطلاق .
دخلت مذيعة على خط التحريض، لحث الزوجة على عصيان زوجها وعدم الاستجابة لمطالبه ومراعاة الأسرة، وعند حدوث أى مشكلة بين الزوج والزوجة،تنصح الزوجة بطلب الطلاق والابتعاد فورًا وبأى طريقة»، فى تبسيط مخجل ومخل للانفصال وأضراره على الأسرة والمجتمع.
كل ذلك  من أجل المزيد من الترافيك، والإعلانات لبرنامجها.
 وفى المقابل أطلق الرجال حملات - حتى لو للسخرية – تدعو لعدم الصرف على البيت، إلا بشروط  الطاعة العمياء للزوجة، أو تتزوج بأخرى وتتركها مثل «البيت الوقف».. حالة غليان غير مبررة، ستقدم لنا الالاف من حالات الطلاق الجديدة، ومايتبعها من تشريد لأطفال لا ذنب لهم إلا تفاهة وسطحية أب وأم، سلما أنفسهما للمذيعة والفيس بوك.
تواكب مع ذلك، ظهور فتاوى عن  حكم خدمة المرأة لزوجها ؟
وشيوخ الفضائيات،لم يتركوا الفرصة تمر، وجدوها فرصة أيضا للترافيك ونسبة المشاهدة المرتفعة، تحدثوا باستفاضة عن المرأة وحقها فى وجود خادمة بالمنزل، فهى غير ملزمة، بالغسيل والطبيخ ونظافة البيت، وبالطبع لم يقل لنا الشيوخ الأجلاء من أين يأتى الزوج بكل هذه الأموال؟! وهل الأنسب فى هذه الحالة أن يطلق زوجته، ويكتفى بالخادمة لنفسه، أم يضرب عن الزواج من الأصل، فالعين بصيرة والأيد قصيرة .
محاولات تنميط العلاقة بين الرجل والمرأة، ووضع قواعد ثابتة للتعامل،يؤكد جهلنا الشديد وسطحيتنا الزائدة عن الحد،لا يوجد نمط واحد للعلاقة  بين الرجل والمراة،ولا علاقة يمكن أن تشبه الأخرى، ومن الجهل والعبث  محاولة وضع قواعد واحدة للتعامل مع تلك العلاقات .
الأسرة المصرية، مستهدفة، وبرامج وحملات التقطيع المتبادل بين الجنسين،خطة ممنهجة،بدأت مع ظهور شعار «strong independent women» أو امرأة حرة قوية على مواقع التواصل الاجتماعى .
الشعار تحريضى من الدرجة الأولى، يخطف العقل، ينسف فكرة الأسرة والتضحية،ويحمل المرأة كل شىء ليبقى البيت والأولاد فى أمان.
 الشعار كان الهدف منه أن البنت تفكر فى نفسها وبس، عملها،مستقبلها، استقلالها المالى، نجاحها بعيدًا عن تكوين الأسرة.
 الحملة تبعتها حملات أخرى للتحريض على كره الرجال،وحملات من شباب،للتحريض على كره  الفتيات، وظهرت عدوة الرجل،وظهر عدو البنات، وكل له أنصاره ومؤيدوه، واشتعلت المعركة الوهمية الافتراضية،وانتقلت بخبث شديد للدراما والبرامج التليفزيونية  فى محاولة  لتمرير الـ «سينجل مازر» والبنت المستقلة التى تعيش بمفردها فى المدينة وتعمل وتنجح، والبنت التى تقيم مع شاب فى شقته بدون زواج تحت شعار أصدقاء وبس.
 عملية ممنهجة، مولتها برامج أجنبية وملايين تم دفعها لإنشاء مواقع «للبوح» ونشر تجارب جسدية لفتيات، والحديث عما أسموه  المسكوت عنه من تحرش، وزنا محارم، وتجارب حياتية، لم يسأل أحد أو يدقق فى صدقها!
أفكار وحكايات تعمل على نسف فكرة الزواج من البداية، العيش حر منفرد بلا أسرة، وإذا كان الزواج قد تم، فالانفصال الباب الملكى لتعودى لجمالك وحريتك .
حملات تتحدث عن جمال ورقة المرأة بعد الطلاق، وكيف أصبحت أرقى وأجمل، وكيف تحققت فى عملها ونجحت!
 برامج تشجع المرأة على «هدم وخراب  بيتها» باتت ظاهرة تستحق الدراسة والبحث، أيضا التلاسن، وحالة النفسنة، على مواقع التواصل الاجتماعى لابد من دراستها وبحثها ووقفها.