
رشدي أباظة
أنور الهوارى.. بروفيسير الفشل (١-٢)
طلب منى السيد رئيس التحرير تقدير الحالة النفسية للأستاذ أنور الهوارى. قال إن الرجل يستحق التأمل ودراسة تحولاته وتقلب آرائه. يرى أن تقلبات الهوارى تنعكس على الواقع الصحفى والسياسى كونه من أكثر الصحفيين الذين تولوا مناصب صحفية رفيعة وفشل فيها جميعًا. قلت له إن تحولات المواقف السياسة أمر متعارف عليه فى السياسة. على أية حال.
سألت طبيبًا نفسيًا صديقًا ذكرت له عددًا من تناقضات الهوارى الحادة على مدار عشر سنوات. سأل الطبيب هل الرجل ناجح فى عمله وطلب منى استعراض محطات عمله.
قلت للطبيب إن الأستاذ الهوارى لا يوجد له تاريخ مهنى. تاريخ الرجل كله سياسى. لا تاريخ مهنى. صحفى بالواسطة فى الأهرام. لم يكتب شيئًا مذكورًا فى الصحيفة العريقة.
تولى رئاسة تحرير مجلة مقبورة اسمها البداية وزعت ٥ نسخ. تولى رئاسة تحرير المصرى اليوم مؤسسًا. وزعت فى عهده حتى رحيله ٢٧٠٠ نسخة. انتشار الجريدة ونجاحها فى عهد الأستاذ مجدى الجلاد. تولى رئاسة تحرير صحيفة الوفد هبط بتوزيعها خلال ٦ أشهر هى مدة عمله فيها من نحو ٧٠ ألفًا إلى ١٩ ألف نسخة ثم إقالته.
تولى رئيس تحرير مجلة الأهرام الاقتصادى هبط بتوزيعها إلى ما قبل الصفر بقليل. تولى رئاسة تحرير جريدة التحرير فشل فيها فشلًا لم يسبقه إليه أحد من الصحفيين. العجيب أن الهوارى يتحدث عن فحولته الإعلامية حديث العلماء. قال الطبيب : ربما يكون الرجل ظلم فى كل تجاربه وكانت الظروف التى مر بها فى كل تجربة وراء فشله الذريع. اضطرنى سؤال الطبيب العجيب انتحال صفته : كم يحتاج المرء من تجارب سيدى الطبيب لكى يتأكد من فشله.
سأل الطبيب: ماهى التحولات التى مر بها فى حياته. قلت له الرجل بدأ حياته إخوانيًا. بلغ رتبة تنظيمية كبيرة بلغت أن تولى رئاسة اتحاد الطلاب بالجامعة. ترك الإخوان. انضم فكريًا إلى الحزب الوطنى. ثم انقلب. عارض مبارك. صار بعدها مباركيًا بامتياز. ثم انقلب عليه. ثار ثوريًا. انضم لثوار يناير بعد رحيل مبارك بليلة واحدة. هاجم المجلس العسكرى. عاد يؤيده. انضم إلى ثورة يونيه. أيد الرئيس السيسى فى البداية. انقلب عليه. انقلب على السيسى وثورة يونيه. انضم إلى معسكر الفريق شفيق.
تعجب الطبيب. كيف يمكن لشخص طبيعى أن يتحول كل هذه التحولات فى هذا الزمن القصير. طلب منى الطبيب وقتًا لدراسة حالته المرضية.
قال : غدًا أعطيك التوصيف!