جريمة «التواصل الاجتماعى» على شاطئ البحر!

على شاطئ بحر الإسكندرية والسماعات فى أذنى عندما أعلنت تترات أحد البرامج بإذاعة الإسكندرية أنه سيبدأ أو عرفنا أن اسمه «على شاطئ البحر».. فكرة البرنامج بسيطة وهى حوار مع مجموعة من المصطافين.. انطلقت مذيعة البرنامج بالفعل فى الحوار مع إحدى الأسر واندهشت من العدد الكبير الذى قام بتعريف نفسه لكن كان السؤال الأول من المذيعة هو: حسيت أن فى لهجة غير مصرية؟ قالت الضيفة مباشرة: نعم.. هؤلاء أولادى ولكنهم ولدوا حيث نقيم فى الولايات المتحدة وللأسف لا يجيدون التحدث بالعربية.. لكنهم بدأوا فى الاهتمام بذلك وهم يفهمون الكلام والخطوة القادمة أن يتحدثوا العربية أيضا «ثم انتقل الحوار إلى الزوج.. وعرفنا أنهم أسرة مصرية يقيمون منذ سنوات فى أمريكا..ولكن الزوج والزوجة مرتبطان بمصر جدا وخصوصا مدينتهما الإسكندرية.. وأنهما مصران على ربط أبنائهما بالوطن..
انتقل الحوار إلى الجد.. سألتهم المذيعة عن رأيهم بعد غياب ثلاث سنوات عن مصر منذ آخر زيارة لهم.. قالا تقريبا الرأى نفسه..اختصاره هو أن أشياء كثيرة تطورت فى مصر.. وأنهم لا يمارسون السياسة ولا ينتمون لأى تيار (فريق سياسى كما قالوا) ولذلك رأيهم يقولونه بلا أى مجاملة..وهم فخورون أمام أبنائهم بذلك وأن هذا لا يمنع وجود سلبيات تمنوا أن تختفي..وهنا وصل الحوار إلى النقطة الأهم..حيث قالت الزوجة: » كنا هنا قبل ثلاث سنوات ونحن هنا اليوم وفى الزيارتين ما نراه شىء وما نتابعه من هناك عن بلدنا على شبكات التواصل الاجتماعى شىء آخر.. ومن لم يأت ويرى مثلنا سيظل متأثرا بما يقرأ.. وهؤلاء معذورون.. ولكن من يتابع هذه الصفحات والمواقع سيرى صورة سلبية وهذا شىء سيئ تماما»!
سيدة مصرية تعترف أن انطباعها عن مصر تغير فور وصولها وهذا يتكرر للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات وأن شبكات التواصل تعج بالأكاذيب وإلى آخر ما نعرفه وتعرفونه.. والسؤال: لمصلحة من يرتكب هؤلاء هذه الجريمة بحق وطنهم؟ وهل عندما تتراجع السياحة سيستفيد المواطن المصرى شيئا وهم يزعمون أنهم يدافعون عنه ليل نهار؟ وإلى متى نطالب بوقفة علمية وحقيقية مع هذه الأدوات الشريرة الخبيثة خلافا للتشريع الأخير الذى لا يستطيع التعامل مع الصفحات والمواقع التى تنطلق بالسم من خارج البلاد؟ وكم مصريا تأثر بها وأجل أو ألغى قدومه لوطنه للزيارة بسبب ما يسمعه ويقرأه؟
كثيرون يستحقون السحق وسيسحقهم شعب مصر بالكامل يوما ما ونراه قريبا!