
رشدي أباظة
البلد دى فيها حكومة!
كيف يشعر الناس بأن فى البلد حكومة تدير شئونهم عن كثب. هل شكل الدولة مرسوم على وجوههم فى القرى والنجوع والميادين والشوارع. فقد المواطن هذا الإحساس منذ زمن بعيد. ورثته دولة يونيو. ليست مسئولة عنه. لكنها مسئولة عن علاجه وتغييره. لدى الناس قناعة بأن الكل يدير شئونه بنفسه. لا يوجد مسئول يطفو على السطح يمنح الإحساس بأنه مسئول عن ملامح الدولة على الأرض. السيسى بمفرده كرئيس نجح فى ذلك. نجح فى أن أعطى الناس إحساسًا صادقًا بأنه منهم. يحبونه ويحبهم. مهموم بهم حقا رغم خرط القتاد.
لا يرى الناس تنفيذ القانون عن جد فى الشوارع والمرور. فى المصالح الحكومية والميادين. فى مواقف السيارات والقطارات. فى مترو الأنفاق وحافلات النقل العام. فى تراخيص البناء والمخالفات. فى المحليات والتنسيق الحضارى. فى المدارس والنوادى ومراكز الشباب. كثير من الناس لا يشعر بوجود الدولة فى التعامل المباشر معها وبين كل ما ذكرت.
د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء. مسئول متميز فى ملفه الأساسى. شكل مع الرئيس السيسى ثنائيًا تاريخيا فى التعمير السكانى المتميز. لم يسبقهما إليه أحد اللهم إلا آل الخديو عندما بنوا مدن القناة. ما يفعلانه أمر غاية فى الامتياز. نقلة سكنية هائلة. يبقى إذن المدن القديمة وتواجد الدولة. أمام د.مدبولى فرصة تاريخية عظيمة كى يحقق تواجد الدولة فى عيون المواطن. القيادة السياسية تدعمه دعمًا بلا حدود. أين انتشار المرور فى الشوارع.
أين تحقيق بناء ذى طابع واحد. أين فرض الوجود فى التعاملات البينية. أين تواجد الدولة فى المصالح الحكومية. أين اليد الثقيلة فى ضرب المخالفين فى كل مكان عام. أين يد الدولة فى فرض شكل موحد ولون محدد فى عمليات البناء. قبل عامين كانت هناك فكرة عظيمة فى إعادة التنسيق الحضارى لمبانى وسط البلد التاريخية. لماذا توقفت. لماذا توقفت إزالة الأسواق والتجمعات العشوائية. لماذا لا تحافظ الحكومة على ميراثها التاريخى فى المدن السياحية.
كل هؤلاء يشعر المواطن بأن الدولة حاضرة. قوية. نافذة. مسيطرة. فرض النظام العام يعنى حضارة مصر.
الدولة المصرية تحتاج إلى ثورة بناء. لا إلى ثورة فوضى!