الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«فكرت تسرق بنك»

«فكرت تسرق بنك»






فكرت تسرق بنك قبل كده، طب محل مجوهرات، نفسك تجرب؟ لو جاتلك الفرصة، تسرق بنك، هتختار مين يساعدك؟
صدمنى ابنى الأصغر بهذه الكلمات، وقبل أن أفيق من الصدمة، ناولنى الموبايل الخاص به، لأشاهد «بريفيو» مختصرا عن لعبة «باى داي2  فى أر « PِِAYDAY 2 VR  بالواقع الافتراضي.
اللعبة الآن فى مصر يقولها بحماس شديد صوت قوى، وهو يشرح لك بالتفصيل، كيف تسرق البنك، ويتطوع بإعطائك النصائح، من نوعية هناك طريقتان لسرقة البنك، بهدوء والكثير من الرهائن لضمان عدم تدخل الشرطة، والثانية بعنف شديد وقتل عدد كبير من الموجودين فى البنك، لبث الرعب فى القلوب.
هكذا ببساطة، كون عصابتك، ضع الخطة وابدأ التنفيذ افتراضيا من خلال ارتداء نظارات خاصة باللعبة لتعيش الجو كاملا على طريقة أفلام 9d “  “ اقتل وخد رهائن، واسرق البنك أو محل المجوهرات .
لجهلى الشديد بالألعاب، سألت ابنى الصغير يعنى إيه «vr»، شرح لى مشكورا بالتفصيل، أن هذه الخاصية، تجعلك تعيش اللعبة كاملة، بمعنى أنك لابد أن تتحرك مع اللعبة، تجرى، تتفادى رصاصة، تقفز فى مكانك لتعبر من شباك.
معايشة كاملة وحقيقية جدا لعملية السرقة !!، هذه اللعبة أفقدتنى توازنى تماما، يومان لا أستطيع التفكير، ابنى يحاول إقناعى بشرائها ليعلب مع أصدقائه بدلا من البحث عنها فى المولات والذهاب ليلعبها مع أصدقائه، وأنا  أحاول أن أشرح له خطورتها عليه وعلى أصدقائه فى المستقبل، وأنها ستغرس فيه الاستهانة بالدم، والقانون، وستخلق منه مجرما، وهو يضحك، يا بابا «دى لعبة»!
هل هى فعلا لعبة ؟،  فعلا لعبة، بس خطيرة جدا، تأثيرها على المدى البعيد، مخيف، مرعب، الدراسات الخاصة بتربية الأطفال تقول إن تأثير الألعاب فى تشكيل شخصية الطفل فى مراحل عمرية مبكرة يصل إلى 35 % من مجموع العوامل التى لها تأثير فى تشكيل شخصيته.
أتذكر أنى قرأت تغريدة لأحد ارهابيى داعش، قال فيها إنه كان مدمنا للألعاب القتالية، التى تضم فرقا وجنودا  للحرب، وكان يستمتع بالقتل والانتصار  .!!
لابد من متابعة دقيقة لهذه الألعاب، لابد من تدخل الدولة لمراجعة المحتوى الذى يقدم لأبنائنا عبر الإنترنت، أو من خلال  محال الألعاب الافتراضية والتى انتشرت جدا.
أغلب دول العالم تراقب هذه الألعاب وتقوم  بتقييمها،  وتمنعها إذا لزم الأمر، ألمانيا فعلتها مع  ألعاب الصراع والحروب والقضاء على الأشباح لأنها غيرة مناسبة للصغار، ولأنها تؤثر على النفس وتخلق شخصا جبانا خائفا، هكذا قال التقرير الذى أوصى بمنع اللعبة.
الرقابة الأسترالية  أيضا منعت عدة ألعاب  وحظرت نزولها للأسواق، بسبب الرعب الزائد وارتكاب الجرائم بأبشع صور وموت الخصم بطريقة فظيعة.
اليابان وفرنسا وإنجلترا حظرت العديد من الألعاب، لنفس الأسباب، فلماذا لا نفعل ذلك؟!
لابد من تشكيل لجنة من الخبراء لتقييم  ألعاب الواقع الافتراضى، فالحكاية تبدأ بلعبة، وأعتقد أن كلنا فاكرين حكاية الحوت الأزرق، أو لعبة «تحدى الحوت الأزرق» والتى كانت تدفع الشباب للانتحار  
  أيضا «بوكيمون جو» والتى كانت تعتمد على أن اللاعب أثناء المشى يبحث عن شخصيات البوكيمون من خلال شاشة هاتفه.
اللعبة  أثارت قلقا بالغا  فى العالم وتساءل الجميع عن خطورتها والغرض من تصنيعها، خاصةً أن اللعبة تعتمد على سير اللاعب بكاميرا الهاتف المحمول الخاص به، وتصوير كل شيء من حوله مع تحديد مشغل اللعبة لأماكن يجب أن يذهب إليها اللاعب، بغض النظر عن طبيعة المكان، مما دفع العديد من الدول لمنعها  وبالمناسبة مصر من الدول التى منعت هذه اللعبة لخطورتها.
 الألعاب القتالية أو ألعاب العنف بشكل عام تهيئ الطفل لأن يصبح  عدوانيًّا محبًا للعنف والمغامرات والسرقة بسبب إدمانه على تلك الألعاب، تابعوا أولادكم، اعطوهم من وقتكم الكثير، شاهدوا ماذا يلعبون، وكيف يفكرون، حتى لا تكون المفاجأة قاسية ومرعبة !!