السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إدارة عموم مصر

إدارة عموم مصر






هذا المقال ليس دفاعًا عن رئيس أو حكومة أو وزير أو محافظ، وليس دفاعًا عن أى مسئول فى الدولة أو قائم على هيئة أو مؤسسة، وإنما هو مجرد تساؤلات عن إدارة وطن مثل مصر بكل ما يضمه من ظواهر وصور وحكايات.
المشاكل لا أول لها ولا آخر... فى كل محافظة تجد الصورة متشابهة، أحياء لم تمتد لها يد التطوير والإصلاح منذ سنوات طويلة، شوارع جانبية مهدمة ومُحطمة تحولت إلى ترابية كما لو كنا فى القرن قبل الماضى، طرق متهالكة ما أن تمسها يد الإصلاح إلا وتتهاوى مجددا.
فى كل محافظة تجد مشكلات انقطاع المياه وأزمات الصرف الصحى، انهيارات العمارات القديمة المتهالكة الصادر لها قرارات بالازالة لا تنفذ، الخدمات الصحية بالمحافظات متراجعة لنقص الامكانات، وغياب أى رقابة شعبية على خدمات الجهات غير الحكومية، عمارات شاهقة تخرق عين الاعمى وتتحدى بمخالفة قواعد وقوانين البناء وتحديد الارتفاعات المسموح بها، مشكلات قمامة منتشرة منذ سنوات وسنوات طويلة ولم تجد من يهتم بها بصورة جذرية وصحيحة.
حتى الخدمات العامة مثل وسائل النقل العام التى تتراجع أمام الانتشار الكاسح للميكروباصات وسيارات السيرفيس المنطلقة فى الشوارع بلا ضابط أو رابط، والازدحام المرورى والتكدس لضيق الطرقات، واصحاب المحال والمقاهى الذين استولوا على الأرصفة وما بعدها كمان، وعبور الطرق العامة الذى اصبح مشكلة حقيقية لعدم احترام قادة المركبات للاشارات او حتى للبشر أنفسهم.
كل هذا وغيره عشرات الظواهر يتعلق بتفاصيل الحياة اليومية، ويرتبط فى جانب كبير من تلك الظواهر بسلوكيات بشر وممارسات يومية سواء على مستوى الالتزام الاخلاقى بأداء واجبات وظائفهم أو على مستوى السلوك الشعبى العام فى التعامل مع تفاصيل الحياة اليومية.
نحن نتحدث هنا عن مشكلات محلية منتشرة بطول البلاد وعرضها، ما تجده هنا ربما لا تجده هناك، لكنها كلها مشكلات تتراكم لإهمال حكومات متعاقبة لسنوات طويلة والمشكلة أنك تتعامل مع أزمات لا تقل فى صعوبتها وخطورتها واهميتها عن مشكلات وازمات كبرى مثل علاج خلل الموازنة العامة أو إصلاح حال الاقتصاد الوطنى والنهوض به، وقيادة برامج تنمية جادة وحقيقية تلبى احتياجات المصريين وتعيد الاستقرار  والتقدم لوطن كان له جولاته وصولاته بين العالم .
من السهل للغاية أن تتحدث وتنتقد وترصد سلبيات وتكون ايضا صحيحة، ومن السهل ان تحلل وتتحدث عن التقصير والاهمال والتسيب والفساد، لكن لا يعنى ذلك أبدا أن معالجة كل اوجه القصور هذه أو غيرها مسألة يسيرة وسهلة وبمجرد قرار أو تشريع قانون .
جانب مهم من مشاكلنا اليومية متعلق بسلوكنا وثقافتنا وتعاملنا مع المظاهر المحيطة بنا، ورغم جهود تبذل من اجل مواجهة بعض تفاصيل حياتنا اليومية الا ان تصرفات فردية كفيلة بإجهاض ما يتم، أو تصرفات وأداء مسئول صغير هنا أو هناك كفيل بنسف جهود استهدفت علاج ظاهرة أو مشكلة.
ضخامة المشاكل وجسامة الأعباء وبيروقراطية الجهاز الإدارى وتفشى الفساد فى أركان مؤثرة منه، وتعاقب الزمن يقتضى البحث فى تطوير الجهاز والأداء الإدارى للدولة ليتواكب مع مياه النهر الجديدة التى تجرى فى البلاد .