
رشدي أباظة
جديد يحدث فى «ديرب نجم»!
استنفرت الدولة فى حادث ديرب نجم. وفاة ٣ مرضى واصابة البعض فى مستشفى ناءٍ ومحافظة إقليمية. ليست محافظات القاهرة الكبرى. مجلس وزراء يعلن حالة الطوارئ الإدارية. تكليف وزيرة الصحة بالذهاب إلى المستشفى. محافظة الشرقية تنتفض. وزارة التضامن الاجتماعى تصرف تعويضات فورية. التحقيقات العاجلة تبدأ. الشرطة تلقى القبض على المتهمين. ثورة عارمة تتحرك.
الحادث على ضآلته مقارنة بحوادث ماضية فى زمن مضى يعبر بوضوح عن دولة يونيو. أصبح المواطن فى قلب اهتمام الدولة. يتخلص السيسى من الإرهاب فى دورته الأولى. بدأ دورته الثانية بالتعليم والصحة. يصدق الرجل رويدًا رويدًا. لولا التحديات القاتلة التى قابلته عقب توليه لكان الأمر اختلف. لكنها الأقدار والتحديات. كان الإرهاب يهدد الدولة. نجح فى القضاء عليه أمنيًا بنسبة تقترب من ٩٠٪. الآن يعود أدراجه. يبدأ من حيث كان يتمنى. فلسفة حادث ديرب نجم عظيمة. العزاء لأهل المتوفين. قدمت الحكومة جانبًا مضيئًا فى الأزمة. هى نفسها صاحبة الجانب المظلم لأنها الطرف الرئيس المتسبب فى الحادث.
هل أذكركم بحوادث لم تفعل فيها الحكومة من قبل أى شىء. اللهم إلا المتابعة المعتادة. حادث ديرب نجم فارق. يكشف اهتمام الدولة. تحركت كفاعل رئيس. لم تنتظر ردود الأفعال المسيئة حتى تنتفض.
أعتقد أن الوقت حان لبناء الإنسان المصرى. هذا هو مشروع الرئيس السيسى الأساس. قبل سنوات كانت فكرة انتفاضة الدولة حلمًا صعب المنال . الآن صار حقيقة. يبدأ السيسى بالتعليم. يقول فى نفسه إن التعليم هو القفزة الكبرى لتطوير الإنسان المصرى. تطوير الأجيال القادمة هو الثروة الحقيقية لمصر. عبر التعليم تصل مصر ركب التقدم. فى ذات الوقت بدأ الاهتمام بالصحة. يصدر قرار رئاسى بالقضاء على قوائم انتظار المرضى. يبدأ فى منظومة التأمين الصحى الشامل. بدأ الاستعداد أمس من محافظة بورسعيد. كل ذلك وكثير غيره يؤكد أن مصر صار بها حكومة. صارت حية عفية قوية. تشعر بالناس والناس يشعرون بها. صارت الدولة فى أوج حيويتها. يبقى أن نساعدها بالكلمة الطيبة. نشد على أياديها. لا نثبطها. نقول خيرًا أو نصمت!