
رشدي أباظة
منى الشاذلى.. جرائم لا تسقط بالتقادم (٢-٢)
تقاضت الأستاذة منى الشاذلى منذ عملها فى برنامج العاشرة مساءً وحتى البرنامج الذى تقدمه الآن على قناة cbc نحو ١٠٢ مليون جنيه رواتب ومكافآت شهرية وسنوية. بخلاف المخصصات والهدايا ومجاملات وأشياء أخرى ليست مجالًا للخوض فيها الآن. تقاضت الشاذلى هذه الأموال جراء عمل وجهد وتعب ليس محل شك أو محاسبة. لكن من حقنا أن نسأل عن الرسائل الإعلامية التى قدمتها طوال كل هذه السنوات ونتائجها.
لنتفق على أن الشاذلى كانت فى السابق صاحبة مادة إعلامية ذات أثر ولها أنصار وجمهور. لم تعد الآن كذلك. صارت جزءًا من الأرشيف. الآن تعتاش على أموال إعلام المصريين والمهندس محمد الأمين. ظل العنوان الأثير لطرق عمل الشاذلى فى برنامجها هو تثوير الناس، وزعم كشف عورات المجتمع ومن خلفه الدولة. الدولة التى ما فتأت تنتفض عبر موادها الإعلامية بعد تأليب الناس ضدها. قدمت نفسها للجمهور باعتبارها معارضة لنظام مبارك. كانت تعمل ضده فى المساء. وفى الصباح صديق شخصى لرئيس الديوان د.زكريا عزمى وعدد من المسئولين الأمنيين الكبار.كانت على علاقة جيدة فى السر بدولة مبارك. خلقت جمهورًا ثوريًا بالخداع.
لن أتحدث عن لقاءات سياسية خرجت من رحم المادة الإعلامية. هدف المواد التى بثتها الشاذلى كان سياسيًا بحتًا. لقد شاركت بشكل مباشر فى تقويض المشهد وضبابيته. صارت عبئًا حقيقيًا على الدولة بالمخادعة. تزلفت للثوار. كانت دموعها تسبق وجهها على الشاشة. سوقت الشاذلى للناس الوهم. ثبت التدليس. أتت ذات ليلة من ليالى مساء يناير الحزين بثلاث قيادات عسكرية. نصب لهم فخ بالهجوم والتعدى عليهم بالمادة الإعلامية. صورت وجودهم كشياطين. قدمتهم قربانًا لنشطاء الثورة الذين صاروا جمهورها. ليلة أخرى قدمت وزير الداخلية آنذاك اللواء منصور العيسوى فى شكل مذرٍ. تعمدت التقليل منه والإشارة اليه كثورة مضادة لثورتها العاهرة. كان الاتفاق ألا يكون هناك مداخلات. خالفت الاتفاق وأتت بمن يتهكم على وزير داخلية مصر. كان الهدف هو الإجهاز على جهاز الشرطة الذى كان جريح حرب آنذاك.
لا يجب ترك منى الشاذلى على ما فعلته فى إجراء لقاء الرئيس الامريكى من خلف ظهر الدولة المصرية. لا يجب ترك منى الشاذلى على توظيف برنامجها لصالح عبدالمنعم أبوالفتوح الذى كانت تعمل عنده من الباطن مسئول الحملة الإعلامية لحملته الرئاسية.
لا يجب ترك منى الشاذلى على ما فعلته من التطاول على الدولة المصرية وتسويق ثوار يناير من اللقطاء والعملاء والمتردية والنطيحة وما أكلت الكلاب والضباع.
لذلك كله وكثير غيره يجب حساب الشاذلى لأن ما فعلته لن يسقط بالتقادم والنسيان!