وداعًا جميل الفن

بعد مشوار فنى ورحلة حياة.. رحل عن عالمنا الفنان القدير جميل راتب عن عمر يناهز 92 عاما.. استطاع من خلالها أن يضع نفسه فى مكانة خاصة فى عالم الفن والتمثيل.. لم يحظ أبدا بدور البطولة المطلقة.. ولكنه كان ممثلا قديرا يتميز بحضوره الطاغى المتوهج  وبراعته فى  أداء أدوار الأرستقراطى النبيل وكذلك أدوار الشرير الداهية.. كان يأخذ الدور إلى منطقة خاصة ويجسده بشكل مختلف يجتمع فيه العمق والبساطة لذا وصف أداؤه التمثيلى بالسهل الممتنع.
كانت الحياة أعظم مدرسة تعلم منها جميل راتب وأصقلت شخصيته لكى يصبح ذلك الشخص الرصين والممثل الذى أضاف على أدواره كبرياء ورقيا.
ولد جميل راتب فى أسرة مصرية غنية ومحافظة.. والدته هى ابنة شقيق الرائدة النسائية هدى شعراوى.. أنهى التوجيهية فى مصر ودرس الحقوق فى فرنسا.. وقد عانى جميل راتب من رفض الأهل لدخوله عالم الفن والتمثيل.. ولكنه لم يستطع أن يقاوم انجذابه لهذا العالم الساحر .
البداية الفنية الحقيقية له كانت فى مصر عندما شارك عام 1946 فى بطولة الفيلم المصرى «أنا الشرق».. الذى قامت ببطولته الممثلة الفرنسية كلود جودار مع نخبة من نجوم السينما المصرية فى ذلك الوقت.. وبعد هذا الفيلم سافر إلى فرنسا ليبدأ رحلته مع الفن سواء على خشبة المسرح أو فى السينما العالمية.. ثم عاد جميل راتب إلى مصر ليقدم روائع الأعمال السينمائية.
قدم جميل راتب للسينما المصرية حوالى 67 فيلماً.. منها على سبيل المثال لا الحصر «الصعود إلى الهاوية.. البريء.. البداية.. الكيف..شفيقة ومتولى.. طيور الظلام».. كما  شارك أيضاً فى بعض الأعمال الأجنبية بالإنجليزية والفرنسية ومن أبرزها فيلم “لورانس العرب .. وسحابة فى كوب ماء وغيرها”.. كما شارك أيضاً فى العديد من المسلسلات التليفزيونية مثل” الراية البيضا.. رحلة المليون.. صيام صيام.. ضمير أبلة حكمت.. وجه القمر” .وغيرها من المسلسلات الناجحة.. وقدم للمسرح  عددا من المسرحيات منها “ مسرحية عائلة ونيس”..وقد تم تكريمه عدة مرات فى عدد من المهرجانات مثل مهرجان القاهرة السينمائى ومنظمة الأمم المتحدة للفنون .
وعلى الرغم من رحيل جميل راتب عن عالمنا إلا أنه سوف يظل فى القلوب رمزًا من رموز عالم التمثيل والفن الراقي.