
رشدي أباظة
هولوكوست الإخوان (٢-٢)
هل تعلم الدولة أن الإخوان يوثقون الأحداث التى مرت بهم فى جرائمهم مع الدولة من وجهة نظرهم. كانوا يوثقونها كتابة قبل عشرة أعوام. بعد ظهور قنوات الجزيرة أصبح التوثيق صوتًا وصورة إضافة إلى الكتابة.
لنضرب مثلًا بفض اعتصام رابعة المسلح. بإمكان أى شخص أن يكتب على محرك البحث جوجل رابعة. سيخرج لك المحرك بيانًا باسم مذابح رابعة. لماذا. الإجابة لأن المجرم يوثق جرائمه. يقلب الحق باطلًا والباطل حقًا. سكت أهل الحق فنطق أهل الباطل. هذا هو الذى يحدث الآن وعلى هذا قس فى كل الجرائم التى ارتكبها هؤلاء بحق مصر. لكى ندرك خطورة ذلك يجب أن ننظر إلى المسألة بعد ٥٠ عامًا مثلا. ستكون الحقيقة لمن وثق أولا ودلس على الناس.
لماذا لا يتم تدريس جرائم الإخوان فى المدارس. لماذا لا تقام متاحف توثق جرائم الإخوان. لماذا لا نجعل من توثيق جرائم الإخوان مزارًا سياحيًا لكل زائر للبلاد.
أعلم أن الدولة تحتفى بأسر الشهداء والشهداء. لا يكفى. حق مصر وحق الشهداء يرتبط بأن يتذكر الناس هذه الجرائم عبر التوثيق. لماذا لا تخرج علينا مبادرة حكومية تعلن فيه الجهات ذوات الصلة الاشتراك فى مشروع قومى لتوثيق جرائم الإخوان وتيار الإسلام السياسى. مصر تحتاج ذلك احتياجًا شديدًا. الأجيال لها حق على الدولة والسلطة أن تنتبها دومًا لمن حاول وسعى لقتلها وتخريب بلادها. ما أطلبه ليس بدعًا من القول. كل بلاد العالم تفعل ذلك.