الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الآن نقبل العزاء  فى شهداء كرداسة!

الآن نقبل العزاء فى شهداء كرداسة!






يومان خشيت فيهما على مصيرى ومصير أولادى وأسرتى ومصر. يوم إعلان محمد مرسى رئيسًا للبلاد. ويوم ارتكاب جريمة مذبحة كرداسة. تملكنى رعب شديد. رعب الخائف الوجل. تلت جريمة مذبحة كرداسة فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين. كانت جريمة بشعة. لم تكن الإنسانية هناك.كانت الخسة عنوانًا للمجرمين عقب صلاة الجمعة.

فى ذلك اليوم كاد الإرهاب يجهز على الدولة التى انهكها ثورتان. كادت محافظتى الفيوم والمنيا أن تخرجا عن السلطة المركزية لأول مرة فى تاريخ مصر. المسلحون انتشروا فى جميع المحافظات يقاتلون الشعب الذى عزل مرسى فى الشوارع. خرجوا علينا خروج رجل واحد. أرادوا يسلبونا مصر.  

لم أعرف يومًا أصعب من ذلك اليوم شهدته البلاد. الإسلاميون المجرمون فى أوج قوتهم وسلاحهم وعتادهم. عاثوا فينا فسادًا. مذبحة كرداسة كانت عنوانًا لهذا اليوم الصعب. تصفية مجموعة ضباط من أنجب أبناء مصر ووزارة الداخلية. قتلوهم فى المكاتب وسقيا ماء النار. اجتمع عليهم السيدات والذكور. لم أعرف جريمة ارتكبت على الهواء مباشرة  بالصوت والصورة مثل تلك الجريمة. تأبى ذاكرتى النسيان أو الغفلة. تقتلنى المشاهد والصور. تحاصرنى الكلمات والعبر. تفتك بى لحظات القدر. كلما طاف خيالى بهذه الأيام وهذه الجريمة. أسدلت أمس محكمة النقض ستار القضية. قضت بالقصاص من بعض المتهمين بالإعدام. أراح الحكم قلبى الثمل.

 تعجبنى عادات الصعيد وتقاليدهم المحافظة ما عدا عادة الثأر. لطالما انتقدت الثأر باليد بديلًا عن السلطة والقانون. أتجاوز اليوم فى إعجابى المؤقت فى جزء صغير من هذا التقليد الذميم وهو  رفض أخذ العزاء إلا بعد القصاص من القاتل. أشعر الآن بعد الحكم بأننى أشارك الصعايدة بعضًا من هذه العادة التى لا تقبل العزاء إلا بعد القصاص. القصاص لشهدائنا فى كرداسة يوجب أخذ العزاء فى الضباط الأبطال وذويهم.