الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الالتفاف حول مصر!

الالتفاف حول مصر!






لا تمتلك مصر حاملات طائرات مقاتلة ولا قاذفات ولا صواريخ عابرة للقارات ولا قنابل نووية.. ولا تمتلك احتياطى نقدى بمئات المليارات ولا صندوق سيادى برقم أسطورى.. ومع ذلك يقول رئيسها فى الأمم المتحدة إننا مع الدولة الوطنية التى تسعى دول كبيرة فى المنظمة ذاتها لتدميرها! ودعمت وسلحت ودربت بوكلاء أو بشكل مباشر هذه العصابات الإرهابية!
رئيس مصر يقول إننا مع الحفاظ على مؤسسات هذه الدول الشقيقة وبالطبع تأتى الجيوش الوطنية فى مقدمة أى مؤسسات لأى دولة.. والرئيس يقولها صراحة فيما يخص الجيش الليبى الذى صدر من المنظمة الدولية نفسها قرار بمنع تسليحه! لكن رئيسنا يقول إن مصر مع تسليحه وربما كانت علاقتنا ـ نحن مصر ـ مع الجيش الوطنى الليبى معروفة للجميع ولم تكن هذه أول ولا ثانى ولا ثالث مرة يؤكد فيها الرئيس السيسى هذا الكلام إذ قالها صراحة غير مرة « ندعم الجيوش الوطنية التى تقاتل الإرهاب «ولا نعرف غير جيوش العراق وسوريا وليبيا واليمن التى تفعل ذلك ثم يعلنها قبل عامين للتليفزيون البرتغالى» ندعم الجيش الوطنى السورى»!
أما القضية الفلسطينية فربما كانت الوحيدة التى تحدث عنها الرئيس فى أكثر من مرة فى موضوعين مختلفين بعيدين عن بعضهما.. وبما يؤكد خصوصيتها وخصوصية الموقف المصرى معها وعنها.
رئيس مصر ينتقل بعد الشأن العربى إلى الشأن الإفريقى وأمور العالم الثالث كله.. عن نظام عالمى غير عادل تنهب فيه الدول الفقيرة وينفق فيه مئات المليارات على التسليح وتموت شعوب هذه الدول من الجوع والأمراض الفتاكة ويتم تدمير بيئتها ومناخ الأرض كله بتجارب علمية وبدفن النفايات السامة وغيرها وغيرها!
رئيس مصر لا يخفى رأينا ـ نحن مصر ـ فى الأمم المتحدة وآلياتها ويطالب بتطويرها وتطوير أدائها.. يريد الإبقاء عليها لكن إصلاحها- بينما رئيس أكبر دولة فى العالم والذى  شئنا أم أبينا ـ يقود العالم الرأسمالى يذهب للأمم المتحدة لتفكيكها علنا ويؤكد انسحاب بلاده من محكمة العدل الدولية ومن مجلس حقوق الإنسان وسحب حصة الولايات المتحدة من تمويل الأونروا وقبل اجتماعات الجمعية العامة يهدد أكثر من مرة وهو رئيس أكبر دولة رأسمالية فى العالم ـ  بالانسحاب من اتفاقية التجارة الدولية!
ماذا يعنى كل ذلك؟ يعنى ببساطة أن مصر اختارت كرامتها الوطنية واستقلالها السياسى والانحياز لدورها المكتوب عليها وقدرها المقدور.. وهذا لا ولن يتم إلا بأوسع التفاف شعبى حول وخلف ومع القيادة السياسية.. نعم.. ليس لدينا حاملات طائرات بقاذفات ومقاتلات ولا قنابل نووية ولا صواريخ عابرة إنما لدينا شعب يتجلى أروع ما فيه عند الضرورة كل تجاربه تؤكد أنه ينحاز للكرامة إذا خيره بينها وبين ما سواها.
الالتفاف حول قيادة مصر التفاف حول مصر ذاتها.. قضى الأمر!